وقد عاد إلى التفكير بالطبيب بولتون وذلك الوشم الذي محاه عن كتفه وبسينتيا. وعلى الجملة فقد عاوده الشك القديم، ولكنه لم يخجل هذه المرة بل قال في نفسه: إذا ثبت لي أني ابن النورية، فإني أسافر سفرا لا أرجع منه، وأجعل ليونيل وريثي.
وما زالت المركبة تسير به حتى وقفت عند باب منزل ألن الصيفي، فدخل وهو خافق القلب؛ فإنه سيضحي أعظم تضحية يضحيها قلب إنسان.
ولما دخل إليها ضبط نفسه وقال لها: أسألك المعذرة يا سيدتي، فقد مضى عشرة أيام دون أن أخبرك بشيء من أمري.
فأطرقت رأسها إلى الأرض وقالت: وا أسفاه! لقد فهمت أيها المركيز. فارتعش وقال: ماذا فهمت؟
فأجابته بصوت منخفض متقطع قائلة: لقد فهمت أنك لا تحبني.
قال: إنك مخطئة؛ فإني أحبك اليوم كما كنت أحبك من قبل. وإذا كنت اليوم أضحي هذه التضحية العظمى فلأن رجلا أخلق مني بحبك.
وهنا توقف؛ إذ رأى أن ألن تكاد أن تسقط عن كرسيها، ثم تجلد وقال لها: إن ليونيل يحبك.
قالت: إني أعلم. - وإنه يحبك حبا لا يوصف. - ولكني أحبك. - وإن ليونيل أخي.
فتكلفت الانذهال العظيم كأنها لم تكن عارفة بشيء من هذا، وقالت له: ليونيل أخوك؟
قال: نعم. إنه ابن اللورد إسبرتهون الأصغر، وهو فتى جميل، وسيكون غنيا لأني سأقاسمه ثروتي، فلا بد أن تكوني امرأته، وسيعقد قرانكما بعد ثلاثة أيام في كنيسة قصرنا.
Halaman tidak diketahui