فدخل، وعرف المركيز من اصفرار وجهه وتوهج عينيه أنه قادم إليه بزي عدو لا بزي صديق.
أما ليونيل فإنه انحنى أمامه وقال له: إني قادم لألتمس من فخامتكم إقالتي من الخدمة في الفرقة.
قال: لماذا تريد الاستقالة؟ - لأني أريد مبارزة قائد أرقى مني في الفرقة، ولا يحق لي مراقبته ما زلت خاضعا لأمره.
فقطب المركيز حاجبيه وقال: إذا كان ذلك فقد رضيت استقالتك، والآن قل لي من هو هذا الذي تريد مبارزته؟ - هو أنت أيها المركيز. - أنا؟ - نعم أنت. فإني أريد أن آخذ بثأري. - تأخذ بثأرك؟ - نعم. ورجائي من فخامتك أن لا تتقنع بذلك القناع الذي أخفيت فيه وجهك حين بارزتني منذ عشرة أيام وتركتني شبه ميت على بلاط لندرا.
فجعل المركيز ينظر إليه بعين الانذهال ويقول: أقسم بشرفي إنك فقدت صوابك.
قال: كلا أيها المركيز، فما أنا بمجنون. - أتدعي أني بارزتك ثم تقول إنك من العاقلين؟ - إني لا أعلم بأنك تنكر لتصون سمعة التي بارزتني من أجلها. والآن أرجوك أن تعين موعد مبارزتنا، وأن ترد لي ذلك المفتاح الذي سلبته مني كما يسلب لصوص الليل.
فمد المركيز يده ليقرع الجرس وهو لم يبق شك أن هذا الفتى مجنون.
فقبض ليونيل على يده وقال: كلا. إنك لن تقرع الجرس، وسترد لي ذلك المفتاح الذي أعطتني إياه مس ألن.
وقد وقعت هذه الكلمة من فؤاد المركيز وقع شرارة في برميل بارود، فدفع ليونيل بعنف وقال له: إنك مجنون ونذل؛ لأنك تحاول تدنيس سيدة جديرة بالاحترام كانت تحبني وتشفق عليك.
ثم امتشق حسامه واقتدى به ليونيل، ولكنهما قبل أن يتقارعا فتح باب الغرفة ودخلت منه امرأة فحالت بينهما وهي تقول: كلا إنكما لن تتقاتلا.
Halaman tidak diketahui