فقال سواه: إذا كان ذلك فلا فائدة من إضاعة الوقت في امتحان بسالته فإنها مشهورة.
فقال الرئيس: لا أجد بدا قبل أن نخوض في الحديث من أن أذكركم بغايتنا من تأليف هذه الجمعية، وهي معاقبة كل شريف إنكليزي يسيء، وكل جريء يجسر على انتحال ألقاب الأشراف. إذن فاعلموا أنه حدثت جريمة عظيمة من هذا القبيل أبسطها لكم بكلمتين، وهي أن جريئا من طائفة النور تجاسر على انتحال لقب لورد.
فظهرت علائم الاشمئزاز على الجميع، ومضى الرئيس في حديثه فقال: إني بينما كنت أعد اليوم دعوة اجتماعكم لإدخال المركيز إسبرتهون في جمعيتنا وردتني هذه الرسالة التي أتلوها عليكم وهي:
إن نادي هرمين لم يهتم إلى الآن إلا بأمور ثانوية، مثل كشف حيلة نبيل يحتال في سباق الخيل كي يجعل السبق لجواده، ومثل منع زواج الشريف من غنية من عامة الشعب طمعا بمالها، إلى غير ذلك من الأمور التافهة التي لا تذكر بالقياس إلى الجريمة التي بسطتها لكم.
وإني أسأل جمعيتكم السرية أي عقاب يستحق من يخدع شعبا بأسره وينتحل لقب سيد عظيم مات وهو في المهد، ويجسر على الجلوس في مجلس اللوردية؟
فضج الأعضاء لما سمعوه، وقال لهم الرئيس: إني ألقي عليكم هذا السؤال الذي سأله صاحب هذه الرسالة، فأي عقاب يستحقه هذا الرجل؟
فوقف أحد الأعضاء وأجاب قائلا: يجب أن ينزع عن كرسيه وهو في مجلس اللوردية، وأن يجره الكناسون على الطرقات.
وقال آخر: وأنا أقترح نفيه إلى إحدى الجزر.
وقال سواه: أما أنا فأرتئي غير هذا الرأي.
فقال الرئيس: ماذا ترتئي؟
Halaman tidak diketahui