Manuskrip Lakonan Abbas Hafiz: Kajian dan Teks
مخطوطات مسرحيات عباس حافظ: دراسة ونصوص
Genre-genre
ويهنأ عباس حافظ عامين متتاليين من الاضطهاد والقمع، ولكنه لم يهنأ من متطلبات الحياة، فقد مرت السنون وكبرت بناته، وجاءت مرحلة زواجهن وما يصاحبها من مستلزمات مالية؛ فنجد الكاتب الكبير والوطني المخلص يتقدم بطلب تلو الآخر لاستبدال معاشه، من أجل زواج بناته، ووصل الأمر به إلى أن المتبقي من راتبه بعد هذا الاستبدال، لا يصلح للعيش بصورة كريمة. ولكن ماذا يفعل الأب أمام قسوة الحياة؟! لم يكن أمامه إلا أن يطلب بصفة استثنائية من وزير الداخلية فؤاد سراج الدين، استبدال خمسة جنيهات من معاشه لاستكمال مستلزمات زواج ابنته، ووافق الوزير على طلبه في أبريل 1944.
وعندما أتم عباس رسالته تجاه ابنته، وبدأ يفكر في كيفية العيش بالقدر الضئيل المتبقي من راتبه، حدث تغيير وزاري، فتلقى عباس قرارا من رئيس الوزراء أحمد ماهر باشا في أكتوبر 1944، يقضي بفصله من عمله لأسباب سياسية! وتزداد الهموم على عباس حافظ وتتراكم الديون عليه، فينبش بأظافره أرض الحياة ويصمد أمام ضربات القدر، ويدفع الثمن الباهظ نتيجة مواقفه السياسية طوال ست سنوات، تعاقبت خلالها وزارات كثيرة، منها: وزارة النقراشي باشا، ووزارة إسماعيل صدقي باشا، ووزارة إبراهيم عبد الهادي باشا، ووزارة حسين سري باشا، ووزارة النحاس باشا؛ ووزارة النحاس باشا الأخيرة استمرت في الحكم أسبوعين فقط، وربما لو طال عمرها لكانت أعادت عباس حافظ إلى عمله. ولكن شاءت الأقدار أن تأتي وزارة علي ماهر باشا إلى الحكم في عام 1950، وهي الوزارة التي فصلت عباس حافظ، وهي أيضا الوزارة التي أصدرت قرارا بإعادة المفصولين السياسيين، وبالتالي عودة عباس حافظ إلى وظيفته.
وبعد استلام عباس وظيفته، قرر أن يضع حدا لتلاعب رجال الوزارات به، وذلك بأن يحيل نفسه بنفسه إلى المعاش في أغسطس 1950، دون انتظار الموعد الرسمي لذلك في ديسمبر 1953، كما قال أيضا في مذكرته ب «التوصية لدى القصر بالإنعام علي بالبيكوية من الدرجة الأولى. وليس من شك في أن هذا هو أكبر صنيع تسدونه إلى رجل وطني وفي أينما خدم الدولة والشعب.»
وبالفعل تمت إحالته إلى المعاش في أكتوبر 1950، دون أي ذكر لمنحه البيكوية بصورة رسمية.
5
وربما عز على الحكومة إحالته إلى المعاش دون أن تضع له العراقيل حيث حذفت من سنوات خدمته، فترات فصله السياسي، رغم مخالفة هذا الأمر للقوانين المعمول بها، فأقام عباس دعوى قضائية ضد وزير الداخلية ووزارة المالية ورئاسة مجلس الوزراء، استمرت ثلاث سنوات، حتى جاء الحكم أخيرا في صالحه.
وارتضى عباس حافظ بمعاشه، وتفرغ للكتابة والأدب عدة سنوات، من أجل توفير لقمة العيش له ولأولاده. وكفى بنا للاستدلال على حياته البائسة بعد المعاش، أن نذكر عدة أسطر من رسالته إلى الدكتور طه حسين عام 1955، قال فيها: «أحسبني أطول بالترجمة عهدا من أي مترجم في مصر. فقد بدأت عام 1912 ... أي منذ قرابة 43 عاما ... ورغم هذا العمر الطويل في الترجمة لا أزال رجلا فقيرا لن يجد أهله عند موته ثمن أكفانه، على كثرة ما كسبت، وطول ما اشتغلت. ولكن لي ذرية ضعافا احتملت جلدا تكاليفهم ولا أزال أرعاهم.»
6
وظل الأديب الكبير عباس حافظ يعمل جاهدا، حتى أسلم روحه لبارئها يوم 24 / 6 / 1959، عن عمر يناهز الخامسة والستين، وكان آخر عمل له هو رئاسة تحرير وكالة رويتر.
7 (2) عباس حافظ أديبا
Halaman tidak diketahui