Makarim al-Akhlaq by Ibn Uthaymeen
مكارم الأخلاق لابن عثيمين
Penerbit
دار الوطن
Nombor Edisi
الأولى
Genre-genre
والسلام فلما قضى بوله أمر النبي ﷺ، بذَنوب من ماء فأريق على البول، ثم دعا الأعرابي فقال له: "إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن" ١، أو كما قال النبي ﵊.
وجه حسن الخلق في هذه القصة ظاهر، فهو لم يوبخ هذا الأعرابي ولم يأمر بضربه، بل إنه تركه حتى قضى بوله، ثم أعلمه أن المساجد لا تصلح لما فعل إنما هي للصلاة، والذكر، وقراءة القرآن.
وكذلك من حسن خلقه ﵊ ورحمته بالمؤمنين،أن رجلا أتى إليه ﵊، وقال: يا رسول الله هلكت!! فقال له النبي ﷺ: "وما أهلكك؟ " فقال الرجل: وقعت على امرأتي في رمضان – يعني جامعها في نهار رمضان – فقال له النبي ﵊: "فهل تجد ما تعتق به رقبه؟ " قال لا. قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتاليين" فقال: لا. قال: "فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟ " قال: لا. ثم جلس. فأتي النبي ﷺ بعرق٢ فيه تمر، فأعطاه إياه وقال له: "تصدق بهذا" فقال الرجل: على أفقر منا؟! فما بين بتيها أحوج إليه منا. فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه، ثم قال: "اذهب فأطعمه أهلك" ٣.
_________
١ أخرجه البخاري رقم٢١٩، ٢٢٠ كتاب الوضوء. ورقم ٦١٢٨ كتاب الأدب ومسلم رقم ٩٨، ٩٩، ١٠٠ كتاب الطهارة.
٢ العرق: هو الزنبيل والنفقة والمكتل وهو عند الفقهاء ما يسع خمسة عشر صاعا وهي ستون مدا لستين مسكينا لكل مسكين مد انظر مسلم بشرح النووي ٧/٢٢٦.
٣ أخرجه البخاري رقم١٩٣٦ كتاب الصوم ورقم ٢٦٠٠ كتاب الهبة ورقم =
1 / 54