176

Kumpulan Surat-surat dan Fatwa

مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى

Penerbit

دار ثقيف للنشر والتأليف

Nombor Edisi

الطبعة الأولى

Tahun Penerbitan

١٣٩٨هـ

Lokasi Penerbit

الطائف

Genre-genre

Fatwa
قال وهذه دعوة جميع الرسل قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ انتهى المقصود. وقال ﵀: في تفسير قوله: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ الآية قال محمد بن إسحق: حدثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله ﷺ ودعاهم إلى الإسلام أتريد يا محمد أن نعبدك كما عبدت النصارى عيسى بن مريم فقال رجل من أهل نجران يقال له الرئيس: أو ذاك منا يا محمد وإليه تدعونا أو كما قال فقال رسول الله ﷺ: "معاذ الله أن نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غير الله، وما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني" أو كما قال ﷺ: فأنزل الله ﷿ في ذلك ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ إلى قوله: ﴿بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ قوله: ﴿ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ أي ما ينبغي لبشر آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة أن يقول للناس اعبدوني من دون الله أي مع الله. وإذا كان هذا لا يصح لنبي ولا مرسل فلأن لا يصح لأحد من الناس بطريق الأولى والأحرى، ولهذا قال الحسن البصري لا ينبغي هذا للمؤمن أن يأمر الناس بعبادته، وذلك أن القوم كان يفسد بعضهم بعضًا يعني أهل الكتاب وقوله ﴿وَلا يَأْمُرَكُمْ﴾ -بعبادة أحد غير الله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ﴿أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ أي لا يفعل ذلك، لأن من دعا إلى عبادة غير الله فقد دعا إلى الكفر والأنبياء، إنما يأمرونكم بالإيمان وعبادة الله وحد لا شريك له كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ وقال: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ وقال في حق الملائكة: ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ انتهى وهو في غاية الوضوح، وبيان التوحيد وخصائص الربوبية، والالهية ونظائر هذه الآيات كثيرة في القرآن وفي السنة من الأحاديث كذلك. فإذا كان من المستحيل عقلًا وشرعًا على رسول الله ﷺ هو وجميع الأنبياء والمرسلين أن يأمروا أحدًا بعبادتهم فكيف جاز في عقول هؤلاء الجهلة أن يقبلوا قول صاحب البردة. يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم وقد أخلص الدعاء الذي هو مخ العبادة، واللياذ الذي هو من أنواع العبادة، وتضمن إخلاص الرغبة والاستكانة والاستغاثة، والالتجاء إلى غير الله وهذه هي معظم العبادة كما أشير إلى ذلك كما قال تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ

1 / 188