Majmucat Fatawa Ibn Taymiyya

Faraj Allah Zaki Kurdi d. 1359 AH
71

Majmucat Fatawa Ibn Taymiyya

Genre-genre

============================================================

51 النظر الى الامرد بشهوة هو من هذا الباب وقد اتفق العطلماء على تحريم ذلك كما اتفقوا على تحريم النظر الى الاجنبية وذوات المحارم لشهوة والخالق سبحاته يسبح عند رؤية مخلوقاته كلها وليس خلق الامرد باعجب فى قدرته من خلق ذى اللحية ولا خاق النساء بامجب فى قدرته من خلق الرجال بل تخصيص الانسان التسبيح بحال نظره الى الامرد دون غيره كتخصيصه التسبيح بنظره الى الرأة دون الرجل وما ذاك الا أنه دل على عظمة الخالق عنده ولكن لان الجمال يغير قلبه وعقله وقد يذهله مارآه فيكون تسبيحه بما يحصل فى نفسه من الهوى كما أن النسوة لما رأين يوسف أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كرم * وتد نبت فالصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ان الله لا ينظر الى صوركم وأمو الكم وانما ينظر الى قلو بكم وأهمالكم واذا كان الله لا ينظر الى الصور والاموال وانما ينظر الى القلوب والاعمال فكيف يفضل الشخص بما لم يفضله الله به وتد قال تعالى (ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا) وقال فى المنافقين (واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) - فاذا كان هؤلاء المنافقون الذين تعجب الناظر اجسامهم لما فيهم من البهاء والرواء والزينة الظاهرة وايسوا ممن ينظر اليه اشهوة قد ذكر الله عنهم ماذكر فكيف بمن ينظر اليه لشهوة وذلك ان الانسان قد ينظر اليه لما فيه من الايمان والتقوى وهنا الاعتبار بقلبه وعمله لا بصورته وقد ينظر اليه لما فيه من الصورة الدالة على المصور فهذا حسن وقد ينظر من جهة استحسان خلقه كما ينظر الى الجبل والبهائم وكما ينظار الى الأشجار فهذا أيضا اذا كان على وجه استحسان الدنيا والرياسة والمال فهو مذموم لقوله تعالى (ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه) وأما ان كان على وجه لا ينتقص الدين وانما فيه راحة النفس فقط كالنظر الى الأزهار فهذا من الباطل الذى يستعان به على الحق - وكل قسم من هذه الافسام متى كان معه شهوة كان حراما بلاريب سواء كانت شهوة تمتع بنظر الشهوة او كان نظرا بشهوة الوطء - وفرق بين مايجده الانسان عند نظره الاشجار ب والازهار وما يجده عند نظره النسوان والمرد فلهذا الفرقان اقترق الحكم الشرعى فصار النظر الى المرد ثلاثة أقسام (أحدها) ما يقرن به الشهوة فهو حرام بالاتفاق (والثانى) ما يجزم انه

Halaman 71