Kumpulan Surat Zaid bin Ali
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Genre-genre
فإن زعم من خالف آل محمد صلى الله عليه من أهل هذه القبلة أنهم هم الذين أورثوا الكتاب، وأنهم هم أهل الصفوة، وإنما ذكر الله عز وجل آل إبراهيم دون آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، [فهم أولى بآل إبراهيم] أم آل محمد أولى بآل إبراهيم ؟ وقال جل ثناؤه: ?فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما?[النساء: 54]، ثم ذكر ذلك في آي من الكتاب ستمر بهن وتعرف إن شاء الله أن لآل محمد صلى الله عليه منزلة في الصفوة والحبوة ليست لغيرهم، مع أنا نعرف أن الله عز وجل قد جعل كل من تولى قوما في الدين معهم، وإن لم تكن النسبة واحدة، فقال: ?ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين?[المائدة: 51]، ثم قال مثل ذلك في هذه الأمة: ?والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم?[الأنفال: 74]، ثم قال: ?والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم?[الأنفال: 75]، صدق الله تبارك وتعالى وبلغت رسله صلى الله عليه أجمعين، فبنوا إسرائيل بعضهم أولى ببعض في الأرحام، وبنوا إسماعيل بعضهم أولى ببعض في الرحم، إذا كانت لهم مع الرحم الولاية في الدين، فنحن أولى الناس بمحمد وإبراهيم صلى الله عليهما في الرحم، وأولاهم في التصديق به في الدين، جعل الله عز وجل لذرية محمد وأهل بيته ومن هاجر معهم من قريش الفضل على غيرهم من المسلمين وجعل[ه] لهم في خواص الكتاب، قال الله عز وجل: ?ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده? يقول: في سبيل الله حق جهاده، ?هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل?[الحج: 77]، وفي هذا إنما قال الله تبارك وتعالى: ?من قبل?. في دعوة إبراهيم وإسماعيل، ذلك قوله عز وجل: ?وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم?[البقرة: 127 - 128] فهذا من دعاء إبراهيم وإسماعيل صلى الله عليهما من قبل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سماه في الكتاب الذي بعث به محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ?ولتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا?[البقرة: 143]، ثم قال إبراهيم وإسماعيل: ?ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم?[البقرة: 129]، فهم ذرية إبراهيم وإسماعيل وهم دعوتهما قبل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
Halaman 114