196

Majmuc Fatawa

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Penerbit

دار الوطن

Nombor Edisi

الأخيرة

Tahun Penerbitan

١٤١٣ هـ

Lokasi Penerbit

دار الثريا

Genre-genre

Fatwa
(١٠٤) وسئل حفظه الله تعالى: عن مذهب السلف في رؤية الله ﷿؟ وعمن يزعم "أن الله لا يرى بالعين وأن الرؤية عبارة عن كمال اليقين
فأجاب قائلا: يقول: الله ﷿ في القرآن الكريم حين ذكر القيامة: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ . فأضاف النظر إلى الوجوه، والذي يمكن به النظر في الوجوه العين، ففي الآية دليل على أن الله ﷾ يرى بالعين، ولكن رؤيتنا لله ﷿ لا تقتضي الإحاطة به لأن الله تعالى يقول: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ . فإذا كنا لا يمكن أن نحيط بالله علما والإحاطة العلمية أوسع وأشمل من الإحاطة البصرية دل ذلك على أنه لا يمكن أن نحيط به إحاطة بصرية ويدل لذلك قوله تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ . فالأبصار وإن رأته لا يمكن أن تدركه، فالله ﷿ يرى بالعين رؤية حقيقية، ولكنه لا يدرك بهذه الرؤية، لأنه ﷿ أعظم من أن يحاط به، وهذا هو الذي ذهب إليه السلف، ويرون أن أكمل نعيم ينعم به الإنسان أن ينظر إلى وجه الله ﷿ ولهذا كان من دعاء النبي ﷺ: «أسألك لذة النظر إلى وجهك» . قال: "لذة النظر"؛ لأن لهذا النظر لذة عظيمة لا يدركها إلا من أدركها بنعمة من الله وفضل منه،

1 / 222