Kumpulan Mansur Jilid Kedua (Bahagian Pertama)

Mansur Abd Allah d. 614 AH
198

Kumpulan Mansur Jilid Kedua (Bahagian Pertama)

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

Genre-genre

Fikah Syiah

وقد بينا أنه فاعل قادر وليس بعلة موجبة، لولا ذلك لكان العالم قديما، وقد دلت الدلالة على حدثه؛ فالفاعل القادر لا يقال: لم [فعلت] في وقت دون وقت إلا متى علم أن الداعي المتوفر قائم إلى إيجاد مثل ذلك الفعل ولا صارف له عنه، فإنه حينئذ يفعل، ولكن من أين أن الداعي إلى إيجاد سماوات وأرضين قائم، ولا صارف عنه حتى [لا يقال]: لم لم يوجد؟ وبعد فالباري عز وجل متفضل بخلق السماوات والأرض على المكلفين وغيرهم من الأحياء، فلا يقال: يجب على المتفضل أن يتفضل لا محالة؛ لأن للمتفضل أن يتفضل وأن لا يتفضل، ولأنه لا دليل على أنه أراد [إيجاد] ما لا نهاية له من السماوات والأرضين، فيكون إذا لم يفعل انكشف لنا أنه قد رجع عما كان أراده، بل لو أراد أن يوجد إلى غير غاية لفعل، ووجوب كونه قادرا، وجواز وجود الفعل ثابتان لم يزولا، ولكن لا يلزم وجود الفعل لا محالة؛ لأن القادر قد لا يفعل ما هو قادر عليه مع وجوب كونه قادرا، وجواز وجود المقدور لأنه لا يمنع أن يصرفه بعض الصوارف عن إيجاد مقدوره الذي يجوز وجوده من جهته فلا يوجده، وقد يكون الصارف علمه بأن على الغير في إيجاده مضرة ومفسدة، أو علمه أن ذلك الفعل قبيح إلى ما شاكله، فلا يلزم ما ذكره على حال.

Halaman 236