Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genre-genre
فأما إدراك العباد فهو: علمهم، وعلم العباد متعلق بهم، وهو ما ركب الله من عقولهم، وجمع بينه وبين أجسامهم، وكذلك علم حواسهم وأوهامهم. وأما علم الله فهو: ذاته، وكذلك قدرته وحياته، لأن علمه لو كان سواه لكان مجموعا إليه، ولكان له جامع فطره عليه. ألا ترى أن من قال: إنه عالم، ثم قال: لا علم له، فقد نقض بأبين البيان قوله، وإنما أنكروا ذلك بجهلهم، وضعف تمييزهم وعقولهم، وقد علم الله سبحانه ذلك منهم، فلم يكلهم إلى أنفسهم، بل أمرهم باتباع آل نبيهم، وسبيل هدايتهم ونجاتهم.
وسألت يا أخي - وفقنا الله وإياك لطاعته، وأعاننا على اتباع مرضاته - عن الإنسان المخاطب المأمور، المتعبد في جميع الأمور، المكافأ على البر والفجور، أهو العقل أم الجوارح؟
والجواب في ذلك: أن العقل حجة تعبد الله الخلق بعد كمالها، وأثاب وعاقب البرية بفعالها، فأما العقل فلا يقع عليه الثواب والعقاب، وإنما هو شاهد على الخطأ والصواب، وإنما يقع الثواب والعقاب على الجسم والروح إذا اجتمعا، وعلى الروح وحده وإن لم يكونا معا، فأما الجسم الموات، فلا يعقل إذا فارقته الحياة.
وسألت - تولى الله حفظك، ووفر في الثواب الجزيل حظك - عن الرؤيا التي يراها المؤمنون والكافرون، وكيف تلتقي الأرواح، وهل تكون الرؤيا بشيء ليس من الله سبحانه، وهل يصح من الرؤيا ما هو من الشيطان؟
Halaman 251