Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genre-genre
والثالث: علمه الحادث المضطر إليه، الذي لولا حدثه لما انتفع بجسمه، ولأضر الجهل بما ركب من جرمه، ولوقع في أعظم الهلاك وهو لا يدري، ولكان لا يعقل ولا يعي، ولا بد لما اجتمع من الأشياء بعد افتراقه من جامع، ومفتطر عالم صانع، وهو الله العليم القدير، الواحد السميع البصير، الذي لا تحل به الآفات، ولا تغيره الأوقات، ولا ينقص ولا يزيد، ولا يبطل ولا يبيد.
وكذلك إن سأل عن القدرة فقال: ما الدليل على أنه قادر؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على قدرته عز وجل وجود ما قدر على إيجاده، وإحداث ما صنع من مراده.
والدليل على قدم القدرة (1)، كالدليل على قدم العلم، لأنه لو خلا من القدرة لكان قبل ذلك عاجزا، ولو حدثت القدرة فيه لم يخل من أن يكون هو الذي أحدثها أو غيره.
فإن قلت: هو أحدثها، لم يكن ذلك إلا بقدرة متقدمة.
وإن قلت: غيره أحدث فيه القدرة، جعلت له خالقا، ولم يكن ربا ولا صانعا، وإذا حدث فيه حادث (2) فهما شيئان مجتمعان، وقد قدمنا الدلالة على حدث الاجتماع بأبين البيان.
فكذلك إن سأل عن الحياة فقال: ما الدليل على أن الله حي سميع بصير؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على أنه حي سميع بصير، أنه عالم حكيم قدير، ومن صح له العلم والقدرة والقدم والحكمة، فقد انتفى عنه الموت والغفلة، لأن الميت لا يكون حكيما، وكذلك الأصم الأعمى لا يكون عليما.
والدليل على قدم الحياة والسمع والبصر، أنه لو خلا من قدمها، لما كان عالما قادرا قبل حدوثها، لأن الميت لا يكون عليها قديرا، ولا يكون سميعا بصيرا، ولو حدثت هذه الصفات بعد عدمها، لكان لها محدثا بخلافها.
فإن قال أخبروني: عن القدم ما هو؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل وجهين:
إما أن تكون أردت قدم الله رب العالمين.
Halaman 218