Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genre-genre
باب الرد على الإمامية في صفة الإمامة
قال المهدي لدين الله الحسن بن القاسم بن علي عليهما السلام: فإن رجع إلى الحق وأقر بولاة الأمر من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قد أقررت بأن الإمامة في ولد السبطين، فما صفة الإمام الذي تلزم الأمة حجته، وتجب عليهم طاعته؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم إن الإمام الذي تجب طاعته، يكون كاملا في جميع خلال الخير، غير ناقص من الصفات المحمودة، عالما بما يحتاج إليه من السنة والكتاب، فهما بما يحتاج إليه من الأسباب، تابعا لآثار سلفه المهتدين(1)، مخالفا لمذاهب الضالين، شجاعا كريما بذولا لماله زاهدا، وفي أمور الله سبحانه جاهدا، رصين العقل، بعيد الجهل.
فإن قال: فما أنكرت من أن يكون يطبع بخاتمه الحصى، ويعلم ما وراء الجدار، وما يحدث في آفاق الأرض والسماء؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لأن هذا الإمام الذي زعمت لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه:
إما أن يكون يعلم الغيب.
وإما أن يكون يوحى إليه.
وإما أن يكون كاهنا ساحرا.
فإن قلتم: إنه كاهن ساحر، فهذا من القول أعيبه وأفضحه، على من ينتحل التشيع (2) في آل الرسول، لأن من نسب إليهم السحر والكذب فقد غابهم بأعظم العيب، ومن كان ساحرا كذابا فهو ظالم، و{ لا ينال عهدي الظالمين }[البقرة:124]، ولا يوفق الله الكافرين.
وإن قلتم حاش لله أن يكون كذلك (3) ولكنه يوحى إليه!! خرجتم إلى ما هو أعظم مما نفيتم وجعلتموه نبيا، وجحدتم قول الله سبحانه: { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } [الأحزاب:40].
Halaman 199