Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genre-genre
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لأن ما بطل من الأشياء إنما بطل لعلة، وذلك أنه لا حقيقة لعقل (1) النائم، وإنما صح عنده الباطل في حال تغير عقله، وبطل عنده الباطل في حال صحة عقله حين استيقظ، مثل رجل رأى في منامه أنه مقطوع اليد ثم انتبه من منامه فلم يجد لما رأى حقيقة، وذلك أنه إنما رأى ذلك عنده بلا حقيقة، فبطل عنده حين عقل، ولو أنه رأى ذلك في اليقظة في صحة من عقله لما بطل ذلك عنه، ألا ترى أنه لو رأى في منامه أنه قتل وصلب لبطل ذلك عند يقضته، ولو رأى أنه قد قتل (2) في حال صحة عقله ويقضته لما بطل ذلك عنده إلى يوم القيامة، فنعوذ بالله من الكفر بعد الإيمان (3)!! ونسأل الله الثبات على الهدى والبرهان!! ولا حول ولا قوة إلا بالله ذي العزة والسلطان!!
فإن قال: فما الدليل على حقائق الأشياء؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: وجودها مبرأة من عوارض العلل التي تعرض دون دركها.
فإن قال: فما العوارض التي تمنع من درك الحقائق؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: من ذلك النوم وزوال العقل وتغير الحواس.
فإن قال: فما حقيقة الجسم؟
قيل له: وجوده بذاته مدبرا مدركا، تحويه الجهات الست: الفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام.
فإن قال: فما (4) حقيقة العرض؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: وجوده بحيث أحله الله من الأجسام.
فإن قال: فما حقيقة الحس؟
قيل له: دركه الحاسة للمحسوس.
فإن قال: فما حقيقة الحركة؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: وجود العضو المتحرك زائلا عن اللبث.
فإن قال: فما حقيقة السكون؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: وجود العضو الساكن لابثا غير زائل.
فإن قال: فما الدليل على أن الحركة غير المتحرك؟
Halaman 181