الفصل الأول
تعريف الجنة والنار، وذكر أسمائهما
المبحث الأول: تعريف الجنة، وذكر أسمائها:
الجنة لغة: البستان، ومنه الجنان، والعرب تسمي النخيل: جنّة (١).
وفي مختار القاموس: الجنَّة: الحديقة ذات الشجر والنخل، وجمعها: جنان (٢).
والجنة في الاصطلاح: هو الاسم العام المتناول لتلك الدار [التي أعدها الله لمن أطاعه]، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم، واللذة، والبهجة والسرور، وقرة العين (٣).
أما أسماء الجنة، فيقول ابن القيم ﵀: في أسماء الجنة ومعانيها واشتقاقاتها: «ولها عدة أسماء، باعتبار صفاتها، ومسماها واحد باعتبار الذات، فهي مترادفة من هذا الوجه، [وتختلف باعتبار الصفات، فهي متباينة من هذا الوجه]، وهكذا أسماء الرب ـ، وأسماء كتابه، وأسماء
(١) محمد بن أبي بكر الرازي. مختار الصحاح، ص٤٨ [وانظر: لسان العرب لابن منظور، ١٣/ ٩٩، ومفردات القرآن للأصفهاني، ص٢٠٤].
(٢) الطاهر أحمد الزاوي، مختار القاموس، ١١٧.
(٣) وأصل اشتقاق هذه اللفظة من: الستر، والتغطية، ومنه سُمِّي الجنين؛ لاستتاره في البطن، ومنه سُمِّي البستان: جنة؛ لأنه يستر داخله بالأشجار، ويغطيه، ولا يستحقّ هذا الاسم إلا موضع كثير الأشجار، مختلف الأنواع. انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم، ص١١١.