276

### ||| مع ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق

[الجواب على قوله : وجود ما علم أنه لا يوجد]

من صفح (271) في طبعة 1318ه الطبعة الأولى : قوله: اتفق أهل السنة من أهل الأثر والنظر والأشعرية على أن الإرادة لا يصح أن تضاد العلم ولا يريد الله تعالى وجود ما قد علم أنه لا يوجد.

قلت: يقال: لاتضاد في ذلك أصلا فقد علم قطعا عقلا وشرعا أن الله تعالى مريد للطاعات من جميع المكلفين لقوله تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) [الذاريات:56] وهو عالم عز وجل أنها لاتقع إلا من المؤمنين، ولادليل يدل على استحالة ذلك أصلا لاعقلا ولانقلا.

وأما قوله: فإنا ندرك من أنفسنا امتناعها مثل أن نريد من الله تعالى.. الخ.

فإنما المدرك هو المحاولة لذلك لا الإرادة فهي ممكنة وواقعة كما قال الشاعر:

ألاليت الشباب يعود يوما .... فأخبره بماصنع المشيب

على أنه يقال بعد هذا كله إن إرادة الله تعالى مخالفة لإرادة خلقه إنما هي في حقه جل جلاله، إما العلم باشتمال الشيء على المصلحة وهذا المعنى حاصل قطعا فإن في طاعة العباد المصلحة العامة، وإما بمعنى الأمر للعباد وقد وقع قطعا، وماسوى ذينك باطل وإن ذهب إليه ذاهب، وأيضا فليست الحكمة في طلب الطاعات من العصاة هي حصولها بل إقامة الحجة وإيضاح المحجة والتعريض على الخير الممكن الذي لايمنع منه مانع وهو حسن قطعا وإن علم أنه غير واقع، وإذا تأملت هذا حق التأمل اتضح لك أن جميع ماطول به في هذا الباب تطويل بلاطائل.

Halaman 260