251

قال في الجزء العشرين صفح (33) الطبعة الأولى من فتاواه مالفظه: فصل، والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوع المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط في غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك مايعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد أن الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته أو اعتقد أن الله لايرى لقوله تعالى: ((لا تدركه الأبصار)) [الأنعام:103] ولقوله: ((وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب)) [الشورى:51] كما احتجت عائشة بهاتين الآيتين على انتفاء الرؤية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما يدلان بطريق العموم، وكما نقل عن بعض التابعين أن الله لا يرى وفسروا قوله: ((وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة)) [القيامة:23] بأنها تنتظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح،... إلى قوله: أو اعتقد أن الله لا يعجب كما اعتقد شريح لاعتقاده أن العجب إنما يكون من جهل السبب والله منزه عن الجهل، أو اعتقد أن عليا أفضل الصحابة لاعتقاده صحة حديث الطير وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر )) إلى قوله: وكما أنكر طائفة من السلف والخلف أن الله يريد المعاصي لاعتقادهم أن معناه أن الله يحب ذلك ويرضاه ويأمر به، وأنكر طائفة من السلف والخلف أن الله يريد المعاصي بكونهم ظنوا أن الإرادة لاتكون إلا بمعنى المشيئة لخلقها.. إلى آخر كلامه، فتأمله والله ولي التوفيق.

Halaman 234