هنالك، يخبطون في ليلها الحالك. والشيخ يعجب منها ويعجب، ويعظم أمرها ويطنب. فقال الأستاذ: إني قد جعلت على نفسي ما جعل هذا الشاعر، فإن الفوائد تشترى بالذخائر. فترنحت أعطاف الشيخ ابتهاجًا بالظفر، وقال: إن الناس يستنزلون البدر بالبدر، ثم أنشد يقول على الأثر:
قل يا ابن عباد لهذا السائل ... ذاك اسم صوت شاع في القبائل
وهو من الأغفال والعواطل ... لا يبتنى منه كلام قائل
وإنما تركيبه في الحاصل ... مزج بما قدم في الأوائل
فهو مع التركيب غير قابل ... لنحو مفعول به أو فاعل
ويستفيد منه قلب صاهل ... ما ليس قلب ناطق بشاغل
فلا تكن عن حفظه بغافل
قال: فعظم الشيخ في أعين الجماعة، لما رأوا عنده من البراعة. وقالوا: لقد
1 / 79