وقفًا، وصرفني في بيته عينًا ووصفًا. فلما حضرت إلى بيته وجدته كبيت العنكبوت، لا شيء فيه من الأناث والقوت. وهو قد أمسكني جبرًا، وكلفني ما لا أستطيع عليه صبرًا. فمره إن شئت بالإنفاق، وإلا فالطلاق. فأشار القاضي إلى الغلام بإحضاره، والمرأة دليلة له في آثاره. فما كان إلا كقراءة هل أتى، حتى عادت المرأة والفتى. وبين أيديهما رجل طويل القامة، كبير العمامة. فتقدم إلى القاضي وهو يقول: أيد الله الجالس على بساط الرسول. قال: أيد الله الحق المبين، وعصمنا وإياك بحبله المتين. ما تقول في دعوى هذه الجارية؟ وما أدراك ما هيه. قال: هي فرية وسوس بها إليها الشيطان، ومرية ما أنزل الله بها من سلطان. قال: فادفع عن نفسك بالتي هي أحسن، ولا تجادل في أشياء إن تبد لك تسوؤك فتحزن. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم أشار إلى القاضي وأنشد بصوت رخيم:
أنا أبو ليلى أخو العجاج ... وصاحب الأرجاز والاحاجي
عندي من العلم لدى المناجي ... كنز، ومن مطارف الديباج
1 / 28