159

Majmac Amthal

مجمع الأمثال

Penyiasat

محمد محيى الدين عبد الحميد

Penerbit

دار المعرفة - بيروت

Lokasi Penerbit

لبنان

٩٧٢- أَجْرَأُ مِنْ خَاصِي خَصَافِ فإنه رجل من بَاهِلة، وكان له فرس اسمه أيضًا خصاف، فَطلبه بعض الملوك للفِحْلَة فخصاه قال أبو الندى: هو حَمَلُ بن يزيد (سماه المجد حمل بن زيد) ابن ذُهْل بن ثعلبة، خَصَى خصاف بحضرة ذلك الملك، وفيه يقول الشاعر: تالله لو ألقى خصاف عشية ... لكنت على الأملاك فارس أشأما أي فارس شؤم.
٩٧٣- أَجْرَأُ مِنَ الْمَاشِي بِتَرْج تَرْج: مأسَدَة مثل حَلْية وخَفَّان (حلية: مأسدة بناحية اليمن، وخفان: قرب القادسية.)
٩٧٤- أَجْرأُ مِنْ خَاصِي الأَسَدِ يقال: إن حراثا كان يَحْرث، فأتاه أسد فقال: ما الذي ذَلَّل لك هذا الثور حتى يُطِيعك؟ قال: إني خَصَيْته، قال: وما الخِصاء؟ قال: ادْنُ مني أُرِكَه، فدنا منه الأسد مُنْقَادا ليعلم ذلك، فشدوه وَثَاقًا وخَصَاه، فقيل: أجرأ من خاصي الأسد.
٩٧٥- أَجْرَى مِنَ الأَيْهَمَيْنِ قالوا: هما السيل والجمل الهائج. ويقال أيضًا:
٩٧٦- أَجْرَى مِنَ السَّيْلِ تَحْتَ اللَّيْل٩٧٧- أَجْوَدُ مِنْ حَاتِمٍ هو حاتم بن عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَج، كان جوادًا شجاعًا شاعرًا مُظَفرًا، إذا قاتل غَلَب، وإذا غنم نهب، وإذا سُئل وهب، وإذا ضَرَب بالقِداح سَبَق، وإذا أسَرَ أطلق، وإذا أثْرى أنفق، وكان أقسم بالله لا يقتل واحدَ أمه. ومن حديثه أنه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة ناداه أسيرٌ لهم: يا أبا سَفَّانة، أكَلَنِي الإسار والقمل، فقال: ويحك! ما أنا في بلاد قومي، وما معي شيء وقد أسَأْتَنِي إذ نَوَّهْتَ باسمي ومالَكَ مَتْرَك، ثم ساوم به العَنَزِيين، ⦗١٨٣⦘ واشتراه منهم، فخلاَّه وأقام مكانه في قِدِّه حتى أتى بفدائه، فأدَّاه إليهم. ومن حديثه أن ماويَّةَ امرأةَ حاتم حدَّثت أن الناس أصابتهم سَنَة فأذهبت الخُفَّ والظلف، فبتنا ذاتَ لَيلةٍ بأشدِّ الجوع، فأخذ حاتم عديًّا وأخذْتُ سفَّانة فعلَّلْنَاهما حتى ناما، ثم أخذ يُعَللني بالحديث لأنام، فرققت له لما به من الجَهْد، فأمسكت عن كلامه لينام ويظن أني نائمة، فقال لي: أنِمْتِ؟ مرارًا، فلم أجبه، فسكت ونظر من وراء الخِباء فإذا شيء قد أقبل فرفَع رأسَه، فإذا امرأة تقول: يا أبا سَفَّانة أتيتُكَ من عند صِبْية جِياع، فقال: أحضريني صبيانَكِ فوالله لأشْبِعَنَّهم، قالت: فقمتُ مُسْرِعة، فقلت: بماذا يا حاتم؟ فوالله ما نام صِبْيَانك من الجوع إلا بالتعليل، فقام إلى فَرَسه فذبَحه، ثم أجَّجَ نارا ودفع إليها شَفْرة، وقال: اشْتَوِي وكُلِي وأطْعِمِي ولدك، وقال لي: أيْقِظِي صبيتَكَ، فأيقظتهما ثم قال: والله إن هذا للؤم أنْ تأكُلُوا وأهلُ الصِّرْمِ (الصرم - بالكسر - جماعة البيوت) حالُهم كحالكم، فجعل يأتي الصِّرْمِ بيتا بيتا ويقول: عليكم النار، فاجتمعوا وأكلوا، وتَقَنَّع بكسائه وقَعَد ناحيةً حتى لم يوجد من الفرس على الأرض قليل ولا كثير، ولم يَذُقْ منه شيئًا. وزعم الطائيون أن حاتما أخذ الجودَ عن أمِّهِ غنية بنت عفيف الطائية، وكانت لا تليق شيئًا سَخَاء وجودا.

1 / 182