فإني بأسباب المعيشة أعلم
إذن لأتاك الرزق من كل وجهة
وأثريت مما تغنمين وأغنم
قال الذئب: إي نعم! كما أثرى الكلاب من فضلات موائدك، وطعمت من عظام البهائم الآوية إليك، فجعلت الكلب - وهو واحد منا - يعبدك ويحرس نومتك ويرعى ماشيتك ويعادي بني جنسه في خدمتك!
قال الحمار: مهلا أيها الذئب، فإنا راضون بأن نؤمن بالإنسان، ولكن على شرط أن تحرق الأكف والمناخيس في مجلسنا هذا.
قال الحصان: والسروج والمركبات والطواحين!
فقالت البقر والغنم والماعز بصوت واحد: وأن نكتب كتابا بمنع شرب الألبان، وتحريم ذبح الأنعام والماشية.
فاشتد اللغط بين الإوز والدجاج وصاحت من كل جانب: وذبح الأطيار الداجنة أيضا.
وزمجر النمر قائلا: وقبل ذلك أبيدوا الراميات والرصاص والمفرقعات فلا تبقى منها باقية.
ومضى كل منهم يعرض اقتراحا، أو يزيد شرطا، حتى نفد صبر الإنسان فقال غاضبا: وهل يقال أيها البهائم إنكم تؤمنون بي وأنتم تقيدونني بهذه الشروط، وتجعلونني آلة بين أيديكم؟ أم حسبتم أنني لا أنال منكم قسرا ما أعرضه الآن عليكم عرضا.
Halaman tidak diketahui