274

Majmac Ahbab

Genre-genre

============================================================

اما بعد: فإنك بحمد الله في كنف من المسلمين، وعدد تلقى ببعضهم حصار أهل دمشق، فإذا ورد عليك كتابي هذا.. فاقرأه على من قبلك من المسلمين ، وخبرهم بأنك الوالي عليهم، وابعث سراياك في نواحي الشام، وانظر فكل من استغنيت عنه .. فابعثه إلي، ومن احتجت اليه في حصارك. فأمسكه عندك، وأمسك فيمن تمسك عندك خالد بن الوليد؛ فإنه لاغنى لك عنه، والسلام عليك فلما وصل الكتاب إلى أبي عبيدة ابن الجراح بإمارته وعزل خالد بن الوليد ، وكان حين بعثه أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد ولاه على الجيش، فلما قرأ أبو عبيدة كتاب عمر رضي الله عنه.. أخفى عزل خالد، ولم يزل يصلي خلفه، حتى سمع خاله رضي الله عنه عزله من الناس، فقال لأبي عبيدة : هلا أعلمتني بعزلي؛ فإنك كنت تصلي خلفي، ولك السلطان علي ؟ فقال أبو عبيدة : يا أبا سليمان؛ ماذا عندنا من سلطان الدنيا وإمارتها؟ إنما ~~فاني قد وليتك الحرب، وجعلت إليك أعنة الخيل: ثم عبأ أبو عبيدة الجيوش، ولقي القوم المشركين، فنصره الله عز وجل عليهم، وهزمهم، وعاد من أقلت منهم - انحاز- إلى دمشق، ولم يزالوا في حصارهم ستة أشهر، ثم إن الروم التمسوا من أبي عبيدة الصلح، فأجابهم إليه على مثة ألف دينار، والجزية بعد ذلك على كل محتلم، من الذكور أربعة دنانير في كل عام، وعلى المرأة ديناران، وكتب لهم أبو عبيدة بذلك كتابا، وقبض منهم المال، وفتحت له دمشق، ودخلها المسلمون في يوم الجمعة من رجب، سنة أربع عشر للهجرة، وأخرج أبو عبيدة الخمس من المال وبعثه الى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، وقسم الباقي في الجيش، وكانوا يومئذ سبعة وثلاثين الفا، رضي الله عنهم وأرضاهم ، ورضي عنابهم ، آمين ، آمين ، آمين . انتهى.

وقال مؤلفه محمد بن الحسن - عفا الله عنهما- : لأبي عبيدة بن الجراح خصائص لم يشاركه فيها من بعده : منها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا - أيتها

Halaman 274