147

Majmac Ahbab

Genre-genre

============================================================

شاهدته من الايات العظيمة، منها ما لا أحسن التعبير عنه، ومنها : آني سمعت في الهواء وقت السحر دعاء، قيل له : وما هو ؟ فقال : قال : اللهم؛ أنت الرحمنن الرحيم، لا إكه غيرك، والبديع ليس قبلك شيء، والدائم الذي لا يزول، والحي الذي لا يموت، وخالق ما ئرى وما لائرى، وكل يوم أنت في شان، وسعت - اللهم ربنا- كل شيء رحمة وعلما، قال : فعلمت أن هلذا ملك، وأن القوم ما أعينوا بالملائكة عليهم الصلاة والسلام. . إلا وهم على الحق الذي هو آمر الله عز وجل، فأسلمت، وكان هذذا ناسكا تسمع منه الصحابة رضي الله عنهم هذذا الحديث وكان العلاء ابن الحضرمي رضي الله تعالى عنه قد أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين، وأقره عليها أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهم توفي سنة أربع عشرة، وقيل: سنة إحدى وعشرين، وولاه عمر الكوفة أيضا بعد أن عزله عن البحرين، وولاها أبا هريرة رضي الله عنه، فمات العلاء ابن الحضرمي قبل وصوله الى الكوفة، منصرفه من الحج، رضي الله عنه .

وقد وقع مثل هذذا في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان الأمير من جهته : سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وذلك أن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه لما فتح مدينة بهرسير، إحدى مدينتي كسرى مما يلي دجلة من الغرب، واستقر بها في صفر، سنة ست عشرة.. لم يجد فيها أحدا ولا شيئا مما يغنم؛ لأن الغزس كانوا قد هربوا إلى المدائن وركبوا السفن، وجعلوا أموالهم وأمتعتهم فيها، وضموا السفن إليهم أيضا، واراد سعد الوصول اليهم، فلم يجد شينا من السفن، وتعذر عليه تحصيل شيء منها بالكلية .

وكانت دجلة قد زادت في تلك السنة زيادة عظيمة، واسوذ ماؤها، ورمت بالزبد من كثرة زيادة الماء بها، وجاء الخبر الى سعد : أن كسرى يزدجرد قد عزم على الرحيل من المدائن الى حلوان، ويأخذ الأموال والأمتعة ، وإنك إن لم تدركه قبل ثلاث. . فات، فقام سعد، فخطب المسلمين على شاطيء دجلة، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال : إن عدوكم قد اعتصم منكم بهاذا البحر، فلا تصلون اليهم وهم يصلون اليكم متى أرادوا في السفن، وليس وراءكم شيء تخافون، وقد رأيت آن تبادروا جهاد عدوكم قبل آن تحصركم الدنيا، وقد عزمت على قطع هذا البحر إن شاء الله تعالى، فقالوا جميعا : عزم الله لنا ولك على الرشد، فافعل، فندب سعد الناس العبور إليهم، وقال: من ينتدب فيحمي لنا

Halaman 147