144

Majmac Ahbab

Genre-genre

============================================================

ذكر ردة أهل البحرين وقودهم إلى الإسلام : كان من خبرهم : آن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد بعث العلاء ابن الحضرمي رضي الله عنه إلى ملكها المذر بن ساوى العبدي، فأسلم على يديه، وأقام فيهم الإسلام والعدل، ولم يزل إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفي المنذر بعده بقليل، وكان قد حضر عنده في مرضه عمرو بن العاصي رضي الله عنه، فقال له : يا عمرو؛ هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل للمريض شيئا من ماله؟ قال : نعم، الثلث، فقال : ما أصنع به ؟ فقال : إن شئت تتصدق به على أقربائك، وإن شئت على المحاويج، وان شئت جعلته حبسا محرما، قال المنذر: إني أتصدق به، ففعل ومات، فكان عمرو ثم إنه لما مات المنذر. . ارتد أهل البحرين، ولم يبق فيها قرية على الثبات على الإسلام. . إلا قرية يقال لها : جوائا، كانت أول قرية أقامت الجمعة من أهل الردة كما ثبت ذلك في " البخاري"، وحاصر المرتدون المسلمين، وضيقوا عليهم، الى آن منعوهم من الأقوات، وجاعوا جوعا شديدا، حتى فرج الله عز وجل عنهم، فبعث الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المرتدين العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه في جيش كبير، فلما دنا من البحرين.. جاء إليه ثمامة بن أثال في جحفل كبير، وأمراء تلك النواحي جميعها انضافوا إلى جيش العلاء ابن الحضرمي، فأكرمهم العلاء ، ورحب بهم، وأحسن اليهم وكان العلاء من سادات الصحابة العلماء العباد، وكان مجاب الدعوة(1)، اتفق له في هلذه الغزوة من الكرامات العجيبة أمور خارقة : منها : أنه كان قد نزل منزلا فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بجميع ما عليها من زاد الجيش، وأمتعتهم، وخبائهم، وشرابهم، وبقوا على الأرض لا شيء عليهم، ولا عندهم سوى ما عليهم من ثياب آبدانهم، وكان ذلك ليلأ، ولم يقدروا على تحصيل بعير واحد منها، فلحق الناس من الهم والحزن ما لا يحد ولا يوصف، وجعل بعضهم يوصي إلى بعض، فأمر العلاء ابن الحضرمي رضي الله تعالى عنه مناديا، فنادى باجتماع الناس إليه ، فلما اجتمعوا . . قال لهم : أيها الناس؛ ألستم المسلمين؟ ألستم في سبيل الله عز وجل؟ الستم أنصار الله تعالى؟ قالوا : بلي ، قال : فأبشروا، فوالله؛ (1) أصله من حضرموت، ولد بمكة، وهو أول ملم ركب البحر للغزو، وأول من فتح جزيرة بأرض فارس

Halaman 144