وقال أبو عبد الله الحسين بن الحسن المروزي صاحب ابن المبارك:
سألت سفيان بن عيينة عن تفسير قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : ((أكثر ما كان من دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))، فقلت له: إنما ذلك كله ذكر وليس فيه دعاء؟ فقال لي: عرفت حديث مالك بن الحارث؟ فقلت: نعم، حدثتنيه أنت عن منصور عن مالك بن الحارث.
قال: ذاك يأتي على هذا الأثر ألا تراه يقول تبارك وتعالى: ((إذا شغل عبدي ثنائي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)).
ثم قال: عرفت ما قال أمية بن أبي الصلت، حين أتى ابن جدعان يطلب نائله وفضله؟ فقلت: لا، قال: قال له:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حباؤك إن شيمتك الحباء
إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء
فال: فهذا مخلوق حين ينسب إلى الجود أخبر أنه يكفينا من مسألتك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا فكيف بالخالق -عز وجل-؟!.
Halaman 160