أما بأي الأرصاد ينبغي أن نطلب علم جمل ما يعرض في القمر فهو بما قد قدمنا وجعلناه مثالا // وأما الجهة التي بها علمت القدماء ومنها اتخذوا البرهانات والتي بها نريد نحن تمييز بين ما // قد اتفق من الجهتين وبين ما يرى على أسهل ما يعلم به وأبينه فنحاول تبيين ذلك فلأن القمر // يرى متحركا باختلاف في الطول والعرض لا يقطع فلك البروج في كل حين في أزمان متساوية // ولا في مجازه في العرض إلى عودته في أزمان متساوية وبالاضطرار أنه لا يمكن وجود أدوار // آخر من غير وجود زمان عودة اختلاف القمر ❊ وقد يرى القمر في كل جزء من فلك البروج بصنوف // الأرصاد يتحرك بالحركة العظمى وبالحركة الصغرى وبالحركة الوسطى ويرى متحركا إلى // جنبتي خط فلك البروج إلى أبعد بعده في الشمال والجنوب وفي وسط خط فلك البروج فبحق كان // القدماء من أهل التعاليم يطلبون زمانا تكون <فيه> حركة القمرية وسطى مستوية أبدا في الطول // لأن بهذا فقط يمكن تقويم اختلاف القمر ووضعوا أرصادا من كسوفات قمرية من أجل // الأسباب التي ذكرنا وفكروا في أي طول زمان وكثرة شهور يكون مساويا لكثرة أزمان // متساوية محيطا بأدوار متساوية في الطول إما بأدوار تامة وإما بأدوار تامة معها // قسي متساوية وقال الذين هم أقدم من هولاء القدماء قولا هو أعم وأجمع أن هذا الزمان // هو ستة ألف وخمس مائة وخمسة وثمانون يوما وثلث يوم فإنهم بقريب من هذا كانوا // يرون أنه يتم من الشهور مائتين وثلاثة وعشرين شهرا ومن عودات الاختلاف مائتين وتسعة // وثلاثين عودة ومن عودات العرض مائتين واثنين وأربعين عودة ومن أدوار المسير في الطول // مائتين وواحدا وأربعين دورا وأيضا عشرة أجزاء وثلثي جزء وهو الأجزاء التي تفضل الشمس // في ثمانية عشر دورا في هذا الزمان وإن هذه العودات إنما ترى من موضعها من الكواكب // الثابتة وسموا هذا الزمان المحيط لأنه الزمان الأول الذي يعيد اختلاف الحركات إلى // عودة واحدة بالتقريب ولكي يقوموا هذا الزمان ويصيروا أيامه تامة ضربوا عدد أيامه // في ثلاثة فصار تسعة عشر ألفا وسبع مائة وستة وخمسين يوما وسموه المبين وكذلك // ضربوا عدد الشهور والأدوار والعودات كلها في ثلاثة فصارت الشهور ستمائة // وتسعة وستين شهرا وعودات الاختلاف (¬136) سبع مائة وسبع عشرة عودة وعودات العرض // سبع مائة وستا وعشرين عودة وأدوار المسير في الطول سبع مائة وثلاثة وعشرين دورا // وأيضا اثنين وثلاثين جزءا التي تفضلها الشمس في أربعة وخمسين دورا في هذا الزمان وقد // بين أيضا ابرخس عند ما فكر فيه من أرصاده وأرصاد الكلدانيين أن هذا الزمان والشهور // والأدوار والعودات ليست على الحقيقة فإنه يبين بما وضع من أرصاده أن العدد الأول // الذي من الأيام التي يكون فيها زمان الكسوف أبدا في شهور متساوية وحركات متساوية // مستديرة هو مائة ألف وستة وعشرون ألف يوم وسبعة أيام وساعة واحدة معتدلة // وذلك الذي وجد يتم به من الشهور أربعة ألف شهر ومائتين وسبعة وستين شهرا ومن // A عودات الاختلاف أربعة ألف وخمس مائة وثلاثة وسبعين عودة ومن أدوار فلك البروج // أربعة ألف وستمائة واثني عشر دورا غير سبعة أجزاء ونصف جزء بالتقريب وهي الأجزاء // التي تنقصها الشمس في ثلاثمائة وخمسة وأربعين دورا في هذا الزمان وإن هذه العودات // إنما ترى من موضعها من الكواكب الثابتة ومن هنالك وجد ابرخس الزمان الأوسط // الشهري القمري حيث قسم عدد هذه الأيام على أربعة ألف ومائتين وسبعة وستين شهرا // عدد أيام الشهر القمرية تسعة وعشرين يوما وإحدى وثلاثين دقيقة وخمسين ثانية وثماني // ثوالث وتسع روابع وعشرين خامسة بالتقريب أما في طول هذا الزمان فإنما يبين أن البعدين // المتكافئين اللذين هما من كسوف قمري إلى كسوف قمري متساويان وبذلك يستبين الاختلاف // لأن بطول هذا الزمان يكون الشهور أبدا متساوية والأدوار في الطول المتساوية الأربعة الألف // والستمائة والأحد عشر التي معها الأجزاء المتساوية الثلاث المائة والإثنان والخمسون الجزء والنصف // الجزء وعلى ما يتبع من اتصال القمر بالشمس يعني بالاتصال الاجتماع أو الاستقبال وإن قال قائلا // لست أطلب عدد الشهور من كسوف قمري إلى كسوف قمري ولكني أطلب ما بين اجتماع إلى اجتماع // مثله أو استقبال إلى استقبال مثله فإنه سيتخذ عدد عودات الاختلاف وعدد الشهور أقل // إذا هو أخذ العدد الواحد فقط المشترك لهاذين العددين العاد لهما الذي هو جزء من سبعة عشر // جزءا من كل واحد منهما الذي يجمع من عدد الشهور مائتين وواحدا وخمسين شهرا ومن عدد // عودات الاختلاف مائتين وتسعا وستين عودة ولكن هذا الزمان لا يتم فيه عودات العرض فإن // يكافئ الكسوفات إنما يتبين أنها تحفظ المساواة بقدر طول الزمان والأدوار التي في الطول // وليس بقدر العظم ولا بقدر تشابه الظلم التي بها إدراك العرض ومن بعد ما قد تقدم من إدراك // علم زمان عودات الاختلاف وضع ابرخس أبعاد شهور كانت فيها كسوفات متشابهة // في كل الوجود في العظم وفي أزمان الظلم التي لم يكن فيها شيء من الاختلاف من قبل اختلاف القمر // ومن أجل ذلك كان يستبين عودة القمر في العرض ويبين أن هذا الدور يتم بخمسة آلاف وأربع مائة // وثمانية وخمسن شهرا وبأدوار في العرض خمسة آلاف وتسع مائة وثلاثة وعشرين دورا أما الجهة // التي بها عمل من كان قبلنا من القدماء في إدراك هذا ومثله فهي التي قد وصفنا وقد يستبين لنا أن // ذلك ليس بسهل ولا موجود بل محتاج إلى البحث والعلم الذي ليس بصغير وبيان (¬137) ذلك أنا نهب أن // أزمان هذين البعدين موجود بالحقيقة أنها متساوية فنقول أولا إنه ليس في ذلك منفعة إلا // أن تكون الشمس إما ليس لها اختلاف وإما أن يكون اختلافها واحدا في كل واحد من البعدين فإنه // إن لم يكن كذلك وكان من قبل الشمس اختلاف كما ذكرنا فلا أدوار متساوية من أدوار الشمس // تكون في أزمان متساوية وبين أنه ولا أدوار متساوية من أدوار القمر تكون في أزمان متساوية فأنه // مثلا أقول إذا كانت أزمان سنوية تامة متساوية مبادئها من كل واحد من البعدين الأوسطين // ومعها زمان نصف سنة فاضل وفي هذا النصف السنة يكون مبدأ حركة الشمس أما من البعد الأول // الذي هو المجاز الأوسط فمن السمكة وأما من البعد الثاني الذي هو المجاز الأوسط فمن السنبلة فإن // الشمس تنقص من سيرها الأوسط عن نصف الدائرة في مجازها من البعد الأول أربعة أجزاء ونصف // وربع جزء بالتقريب وفي مجازها من البعد الثاني تزيد تلك الأجزاء التي هي أربع ونصف وربع ولذلك يكون // مسير القمر في أزمان متساوية من بعد أدوار تامة أما من البعد الأول فمائة وخمسة وسبعين جزءا // وربع جزء وأما من البعد الثاني فمائة وأربعة وثمانين جزءا ونصف وربع جزء فنقول أولا إنه // ينبغي أن يكون أول ما يعرض في الأبعاد من قبل الشمس إما أن تكون الشمس محيطة بأدوار تامة وإما أن // تفضل من أحد البعدين نصف الدائرة الذي فيه البعد الأبعاد وإما أن تفصل من البعد الآخر نصف الدائرة // الذي فيه البعد الأقرب أو يكون مبدأ حركتها في كل واحد من النصفين من موضع واحد يكون بعده // من البعد الأبعد ومن البعد الأقرب سواء في الكسوف الأول في البعد الأول وفي الكسوف الثاني في // B البعد الآخر فإن كذلك فقط إما لا يكون اختلاف واحد من قبل اختلاف الشمس // في كل واحد من البعدين ولذلك تكون القسي التي تفصل متساوية إما مساو بعضها لبعض وإما // متساوية ومتساوية للوسطى ❊ ونقول ثانيا إنه ينبغي أن نتكلف في مسير القمر ما يشبه ما ذكرنا // من العلم في مسير الشمس فإن ذلك إن بقي غير محصل يمكن أيضا أن يرى القمر يفصل مرارا في أزمان // متساوية قسيا متساوية في الطول بلا عودة تكون لاختلاف القمر البتة ويكون ذلك إذا كان ابتداء // مسير القمر في كل واحد من النصفين من موضع واحد حيث يكون مسيره الزائد أو مسيره الناقص // ولا يعود إليه وذلك إذا كان ابتداء مسيره في أحد النصفين من موضع المسير الأعظم وانتهاؤه إلى // موضع المسير الأصغر وفي النصف الآخر إذا كان ابتداء مسيره من موضع المسير الأصغر وانتهاؤه // إلى موضع المسير الأعظم وإذا كان بعد ابتداء المسير الأول الذي في أحد النصفين وابتداء المسير // الآخر الذي في النصف الآخر متساوي البعد من كل واحد من الموضعين إما من موضع المسير الأصغر // وإما من موضع المسير الأعظم فإنه إذا كان واحد مما ذكرنا كما وصفنا صار القمر إما ألا يكون // به اختلاف وإما أن يكون اختلافه واحدة ❊ ومن أجل ذلك تكون القسي الفاضلة التي في الطول متساوية // وأما عودة الاختلاف فإنها لا تكون إليه فليس ينبغي أن يعرض في هذه الأزمان المتخذة شيء من هذه // الأعراض إن كان ينبغي أن تكون محيطة بزمان عودة اختلاف القمر بل ينبغي لنا أن يختار منها الزمان // الدال على أكثر عودات (¬138) الاختلاف إذا لم يكن محيطا بجميع عودات الاختلاف أعني بدلك أذا كانت مبادؤها // ليست من حركات مختلفة فقط ولكن من حركات كثيرة الاختلاف إما في العظم وإما في القوة ❊ // أما العظم فمثل ما يكون ابتداء مسيره في أحد النصفين من حيث المسير الأصغر ولا ينتهي إلى موضع // المسير الأعظم أو في النصف الآخر حين يكون ابتداء مسيره من حيث المسير الأعظم ولا ينتهي إلى // موضع المسير الأصغر فأن الفضلة في الطول عند ذلك تكون كثيرة لأنه لا تتم أدوار تامة من أدوار // اختلاف القمر فإنه إذا كانت الفضلة التي لاختلاف واحد ربعا واحدا أو ثلاثة أرباع فعند ذلك // يكون البعدان مختلفين القدرين باختلافين اثنين وأما في القوة فإذا كان ابتداء مسيره في كل واحد // من النصفين من موضع المسير الأوسط وليس من أحد الأوسطين فقط ولكن إذا كان في أحد النصفين // وكان ابتداؤه من الذي فيه الزيادة وإذا كان في النصف الآخر وكان ابتداؤه من الذي فيه النقصان فإن // عند ذلك يكون أكثر اختلاف ما بين النصفين في الطول من الفضلة التي لأحدهما على الآخر وأيضا إذا // كانت الفضلة التي للاختلاف الواحد ربعا واحدا وثلاثة أرباع فإن الاختلاف يكون اختلافين وإذا كانت // الفضلة التي للاختلاف الواحد نصف دائرة فإن اختلاف ما بين النصفين أربع اختلافات من أجل ذلك // رأينا ابرخس يعمل في البحث عن هذه الأبعاد والأزمان المتخذة باختياره لها أدق ما يكون من الأرصاد // على أكثر ما كان يظن مع استعماله في ذلك القمر إذا كان في أحد النصفين حين يبتدئ من مسيره الأعظم // ولا ينتهي إلى مسيره الأصغر وإذا ابتدأ في النصف الآخر من مسيره الأصغر ولم ينتهئ إلى مسيره الأعظم // وقوم الاختلاف الذي من قبل اختلاف الشمس مع قلته من أجل أن نقصان عودة الشمس عن أدوار // تامة إنما هو ربع برج واحد من الاثني عشر بالتقريب وليس برج لا يكون غيره ولكن ربع البرج الذي // في كل واحد من البعدين الذي يكون اختلافه مساويا بالاختلاف الآخر ولم نقل ما ذكرنا لنعيب ما به // يكون إدراك عودات هذه الأدوار ولكن لنبين أنه إذا كان البحث مع ما ينبغي من العلم وعلى // ما يتلو في الرأي أمكن تقويم ذلك وتصحيحه فإنا إن أغفلنا شيئا من صغار هذه الأعراض التي // ذكرنا أكذبنا وجود ما نطلب إدراكه البتة وأن اختيار مثل هذه الأرصاد وتكافؤ في كل ما // ينبغي أن يكون فيها بالحقيقة عسر وجوده على المتبحرين في طلبه ❊ ومما وضع ابرخس // من العودات [ الدوارىه ] <الدورية> التي وجدها بأفكاره أما ما وضع من الشهور كما ذكرنا فعلى أكثر // ما ينبغي ويكون من الصحة ليس يظهر أنها تغادر الحق بشيء محسوس وأما عودات الاختلاف // والعرض فإن خطأها ظاهر مستبين ولذلك صار عندنا مجتمعا موجودا بالأبواب التي // A نتخذ لتمييز هذا ومثله بأسهل الوجوه التي سنبينها الآن مع تبييننا قدر اختلاف القمر // ونقدم أولا لتسهيل ما بعد ذلك جزئية الحركات الوسطى التي في الطول والعرض والاختلاف // على ما يتلو هذه الأزمان التي لعودات حركات الأدوار وما يجتمع مما سيستبين من تعديلها //
<IV.3> النوع الثالث في جزئية الحركات الوسطى //
Halaman 51