145

Majalah Tankit

مجلة التنكيت والتبكيت

Penerbit

الهيئة المصرية العامة للكتاب

Lokasi Penerbit

مصر

Genre-genre

- ١٠٩ -
عند الله الحسني وزيادة ودعيني من الخلق فالسعي اليوم والجزاء في غد عند من لايضيع عمل عامل جل شأنه
اتبع الحق وان عز عليك ظهوره
أي زمان
حدثني عن الارواح التي زارتك وكيف كانت نشأتها فقد رجعنا في تصفح تاريخك الى حد وقفت فيه العقول فاخذت بالقياس التخمين ولم نر غير انسان يقطع عمرك بفناء لجزائه فهو يختط البلاد ويبني البنيان ويغرس الوديان ويركب الحار ويسعى في غنيمة يكسبها ولذة يحصلها وغرض يقضيه وكلها ترجع لمثيله فتراه يريد الغنيمة ولا يجد لها غير قتل اخيه سبيلًا ويميل للذة ولا يحصلها الايجعل عرض اخيه طريقًا يشتم ولكن مثله ويضرب ولكن جنسه ويقتل ولكن قرينه فهو القاتل والمقتول والناهب والمنهوب والسالب والمسلوب والعائب والمعيب يرى اللقمة في يده غدًا لجوفه ولا يعلم انه يجوع يومًا ما فلا يجدها ويسعى في اهلاك اخيه ولا يدري انه ربما نجا واهلكه سعيه وقد اختلفت طباعه وتعددت مساكنه وكثرت لغاته وتباينت معتقداته فسمى المذهب واللغة والوطنية والجنسية وتعصب لكل منها بحسب ماتدعو اليه اغراضه فانتج هذا التشيع وجود العداوة التي تحسن لضارب الرصاص اطلاقه من غير خوف ولا جزع ولا اسف فانه يعد نفسه قسما غير من جعله غرضًا لناره وبهذه العداوة تسمت الممالك وخططت وحددت وحصنت واصبح كل يدافع عن مملكته بروحه وماله بالوجود غير انسان واحد
فيا زمان هل كان انسانك الاول عدو نفسه بطعمها حينًا ويجيعها زمنًا ويضربها وقتًا ويريحها اونة حتى نبت بذرة بهذا الغرس المتمائل مع الاهواء. ام كان محبًا لذاتهِ محافظًا على حياتهِ مجتهدًا في نمو قوته وتأييد سطوته ونحن ننسب اليهِ بالصورة ونباينه بالطباع. كم قتيل كتبتهُ في دفتر وجودك ممن ذاق المنون من المظلمومين. كم مشرّد قيدته عندك ممن اوغرت عليهم الصدور ظلمًا وهم لايشعرون. كم امناء اهينوا بالاوهام وماهم من الخائنين. كم حكماء تسلط عليهم الاغبياء فحجرت عليهم افكار تهدى العالمين. كم علماء هزأ بهم الجهال فماتوا وفي صدورهم ها للمتقين. كم امة كانت امنة مطمئنة فاصبحت من الهالكين. كم فئة اتحدت قلوبًا ففسدت بلسان غوى مبين. لاتقل ادواري تقضي عليهم بها التفاتي وانت تعلم ان الآجال مقدرة فلو صبر القاتل على المقتول لحظة لمات ولكنه ابي الا ارتكاب الاثم واتباع الاغراض فسفك الدماء وهتك الاعراض وسلب الحقوق وغرس
العدوان واوغر الصدور وارجف القلوب وهو في سعيه من الفرحين اهذا هو الانسان ام العين تبصر شكلًا

1 / 143