وقول الراجز:
بُدِّلت بالجمَّةِ راسًا أَزْعَرا ... وبالثَّنايا الواضحاتِ الدَّرْدَرا
كلما اشترى المسلمُ إذ تَنَصَّرا ... . . . . . .
- أي: كما استبدل.
والثمن: تطلقهُ العرب على كلِّ عِوَض مبذول في شيء تُسمِّيه العرب ثمنًا، ومنه بيت علقمة المذكور آنفًا في قوله: والحمد لا يُشترى إلا لهُ ثمنٌ، وقول عُمَر بن أبي ربيعة:
إنْ كنتَ حاولتَ دُنيًا أو أقمتَ لها ... ماذا أخذتَ بتركِ الحَج منْ ثَمَنِ
ومعنى الآية الكريمة: أنَهم يغيِّرون كلامَ الله ويكتبون على الله ما لم يقل، ﴿وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ٧٨]؛ لأجل أنْ يَعْتاضوا بذلك ثمنًا قليلًا من عَرَضِ الدُّنيا، وهو ما ينالونه من المال على رئاستهم الدِّينية، ثم إنَّ اللَّه تعالى قال: ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ فهلاكٌ عظيمٌ لا خلاص منه كائنٌ لهم مبدؤُهُ وسببُهُ مما كتبت أيديهم مزوَّرًا على اللَّه أنه من عند الله، وليس من عند الله، ﴿وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾؛ أي: من الرِّشا والأَموال عِوَضًا عن ذلك التَّزوير والافتراء على ربِّ السماوات والأرض، وهذا