«في المدة التي كان رسول الله ﷺ ماد فيها أبا سفيان كفار قريش فآتوه وهم بإيلياء» وإيلياء هو بيت المقدس، وفيه أربع لغات إيلياء بالمد موزون كبرياء، وإيلياء بالقصر والياء بوزن إعطاء، وإيلياء بتشديد الياء ومعناه بيت الله.
ولمسجد بيت المقدس فضائل وخصوصيات منها: أنه أحد المساجد الثلاث التي تشد إليها الرحال قال رسول الله ﷺ «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» (١) .
ومنها: أن الله تعالىسماه مباركًا حيث قال؟إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ؟ [الإسراء: ١] قال مجاهدًا: سماه مباركًا لأنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة والوحي، ومنه يحشر الناس يوم القيامة، وقيل: سماه مباركًا من بركة نشأت منه فعمت جميع الأرض، لأن مياه الأرض كلها انفجارها كان من تحت الصخرة.
ومنها: أن الدجال لا يدخله قال ﷺ «إن الدجال يدخل الأرض إلا أربعة مساجد: مسجد المدينة ومسجد مكة والأقصى والطور» (٢)
رواه أحمد بن حنبل في المسند.
ومنها: أن الصلاة فيه بألف صلاة فقد أخرج ابن ماجه وأبو داود عن ميمونة مولاة النبي ﷺ إنها قالت في بيت المقدس قال: «أرض المحشر والمنشر إتيوه وصلوا فيه فإن صلاة فيه بألف صلاة» (٣) .
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه (١/٣٩٨، رقم ١١٣٢)، ومسلم في صحيحه (٢/١٠١٤، رقم ١٣٩٧) من حديث أبي هريرة.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٥/٣٦٤، رقم ٢٣١٣٩) عن جنادة بن أبي أمية قال: أتينا رجلًا من الأنصار من أصحاب النبي ﷺ فدخلنا عليه فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله ﷺ ولا تحدثنا ما سمعت من الناس، فشددنا عليه فقال: قام رسول الله ﷺ فينا فقال: «أنذركم المسيح وهو ممسوح العين أحسبه قال: العين اليسرى، تسير معه جبال الخبز وأنهار الماء، علامته يمكث في الأرض أربعين صباحًا يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد الكعبة ومسجد الرسول ﷺ والمسجد الأقصى والطور» .
وأخرجه أيضًا: ابن أبي شيبة أبي شيبة في المصنف (٧/٤٩٥، رقم ٣٧٥٠٦) .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/٣٤٣): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وقال ابن حجر في فتح الباري (١٣/١٠٥): رجاله ثقات.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه (١/١٢٥، رقم ٤٥٧)، وابن ماجه (١/٤٥١، رقم ١٤٠٧) عن ميمونة.
وأخرجه أيضًا: إسحاق بن راهويه في مسنده (١/١٠٦، رقم ١)، وأبو يعلى في مسنده (١٢/٥٢٣، رقم ٧٠٨٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/٢١٦، رقم ٣٤٤٨)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٥/٣٢، رقم ٥٤)، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي في فضائل بيت المقدس (ص ٤٩، رقم ١٦)، والديلمي في الفردوس (٢/٢٥، رقم ٢١٥٩) مختصرًا.
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/١٤): وإسناد طريق ابن ماجة صحيح رجاله ثقات، وهو أصح من طريق أبي داود فإن بين زياد بن أبي سودة وميمونة: عثمان بن أبي سودة كما صرح به ابن ماجة في طريقه، وكما ذكره العلاء بن صلاح الدين في المراسيل.