" يأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان " قال: زعم سيبويه أنه شهادة اثنين، ورفع الشهادة بمحذوف: معه شهادة اثنين قد تقدما. وقال الفراء: إن شئت رفعته بحين أي يشهد اثنان " ذوا عدل منكم أو آخران " من غير أهل دينكم من النصارى أو اليهود. وهذا في السفر للضرورة، لأنه لا يجوز شهادة كافرٍعلى مسلم، هذه الشهادة لكافرين " إن أنتم ضربتم في الأرض ": للضرورة. ولا تجوز الشهادة لهما في غير هذا. " تحبسونهما من بعد الصلاة " وهذا لا يكون في الإسلام أن يحبس المسلم حتى يحلف بعد الصلاة. " فيقسمان بالله " الكافران. " إن ارتبتم لانشتري به " بأيماننا " ثمنًا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله " " فإن عثر " أي اطلع بعد ذا عليهما بأنهما قد اختانا و" استحقا إثمًا فآخران يقومان مقامهما مقام النصرانيين، والنصرانيان من أستحقت الخيانة فيهم فقال: " استحقا عليهم الأوليان أي أستحقت الخيانة، استحقها المسلمان على النصرانيين. الأوليان هما استحق على النصرانيين. وقال بعضهم: الأوليان هما الآخران، " فيحلفان بالله " أن هؤلاء قد أختانوا و" لشهادتنا أحق من شهادتهما الأولين والأوليان يقرأ على ثلاثة أوجه.
آخر الجزء الثامن من آمالي أبي العباس ثعلب رحمه الله تعالى والحمد لله وحمده وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم آمين.
الجزء التاسع
ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي المعروف بثعلب، ثنا عمر بن شبة، ثنا ابن عائشة قال سمعت أصحابنا يذكرون أن أبا بكر لما تشاغل بأهل الردة استبطأته الأنصار فكلموه، فقال: أما إذ كلفتموني أخلاق رسول الله ﷺ، فو الله ما ذاك عندي ولا عند أحد، ولكن والله ما أوتى من مودة لكم، ولا حسن رأي فيكم، وكيف لا نحبكم فو الله ما وجدت لنا ولكم إلا ما قال طفيل الغنوى لبني جعفر:
جزى الله عنا جعفرًا حين أشرفت ... بنا نعلنا في الواطئين فزلت
أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ... تلاقى الذين يلقون منا لملت
فذو المال موفور وكل معصبٍ ... إلى حجرات أدفأت وأظلمت
قال: ويروي هو وغيره: " حين أزلقت في البيت الأول.
وحدثنا أبو العباس، ثنا عمر بن شبة، ثنا ابن عائشة قال: سمعت أبي يذكر أن عبد الملك بن مروان، أشرف على أصحابه وهم يذكرون سيرة عمر، فغاظه ذلك فقال: " إيهًا عن ذكر عمر، فإنه إزراءٌ على الولاة، مفسدةٌ للرعية " وحدثنا أبو العباس، ثنا عمر بن شبة، قال: سمعت سعيد بن عامر، يذكر عن جويرية قال: " ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله ﷺ درهمًا قط ".
وحدثنا أبو العباس ثنا عمر بن شبة، ثنا ابن عائشة قال: سمعت أبي قال: قال طاوس: رأيت على بن الحسين ساجدًا في الحجر. فقلت: رجل صالح من أهل بيت طيب، لأسمعن ما يقول. فأصغيت إليه فسمعته يقول: " عبدك بفنائك، " مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك ". فو الله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني.
وحدثنا أبو العباس، ثنا ابن شبة ثنا ابن عائشة قال: قال قنيع النصري جد عبد الواحد بن عبد الله بن قنيع، يهجو موسى بن عمرو بن سعيد ابن العاص:
كل بني العاصي حمدت عطاءهم ... إني لموسى في العطاء للأئم
وليس بمعطٍ نائلا وهو قاعد ... وحسبك من بخل امرئٍ وهو قائم
فإن يك من قومٍ كرامٍ فإنه ... ذنابي أبت أن تستوي والمقادم
قال أبو العباس: ولا تجئ عسى إلا مع مستقبل، ولا تجئ مع ماضٍ ولا دائمٍ ولا صفة.
" والشجر الملعونة "، قال: الزقوم.
البرزخ: الحاجز بين كل شيئين.
الشقذانة: الخفيفة الروح. " فلان عبد غارية " أي بطنه وفرجه.
والغار: الفرج في الجبل، استعاره ها هنا.
" ويعجبني ما في الدار " لا تكون " ما " مصدرًا لأنها في موضع فاعل. وقوله " ويختار ما كان لهم الخيرة " على ضربين في قول الفراء، يكون مصدرًا، ويكون عائد الألف واللام.
ويقال: " الناس ثلاثة: ساكت، وسالم، وشاجب "، فالسالم من قال الخير، والشاجب من قال سوءًا فهلك.
القمرة: بياض ليس بخالص.
ويقال ما كان ضاربًا ولقد ضرب، فإذا أردت أنه زاد فيه على غيره قلت ضروب مثله: ما كان عارمًا ولقد عرم عليها المدح.
وأنشد:
1 / 78