إني إذا ما لم تصلني خلتي ... وتباعدت مني اعتليت بعادها
وحدثنا أبو العباس قال: حدثني عمر بن شبة، قال في قول الأعشى:
ونبيت قيسًا ولم آتِهِ ... وقد زعموا ساد أهل اليمن
فعيب عليه - أو عابه قيس نفسه - فرده قال
ونبيت قيسًا ولم آتِهِ ... على نأيه ساد أهل اليمن
وحدثنا أبو العباس قال: قال عمر بن شبة: وقف ابن الزبير على باب ميَّة، مولاة كانت لمعاوية ترفع حوائج الناس إليه. قال: قلت: يا أبا بكر، على باب مية؟ قال: نعم، إذا أعيتك الأمور من رؤوسها فأتها من أذنابها. قال: وأتى مية عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بقرطاس فقال: فيه حاجة لي فارفعيها إلى أمير المؤمنين. فرفعته إلى معاوية فقال: يا مية، ما أحسب هذا الرجل إلا كاذبًا. قالت: لا تفعل يا أمير المؤمنين، ما يقول إلا حقًا. قال: أتدرين ما كتب؟ قالت: لا والله. فقرأ عليها:
سائلًا مية هل نبهتها ... بعد ما نامت لعرد ذي عجر
فتخاجت فتقاعست لها ... جلسة الجازر يستنجى الوتر
فقالت: كذب، عليه لعنة الله.
وقال: حدثني أبو سلمة الغفاري قال: رأيت حلية المهدي وحلية الرشيد، ورأيت حلية محمد بن سليمان فما رأيت مثلها.
وقال أبو العباس: نزلت بسحسحه، وعقوته، وعرصته، وعَذرته، وساحَتِه، وعَقَاته، وعقاره وعيقته وعراقه وعراه وعراته وعرقاته، وحراه وقصاه، ليس فيها شيء مهموز الألف.
وحدثنا أبو العباس قال: قال ابن الأعرابي: قال عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص - أخو مروان بن الحكم - في يوم راهط:
لحا الله قيسًا عيلان إنها ... أضاعت فروج المسلمين وولت.
أتُرجعُ كلْبٌ قد حَمَتْها رِماحُها ... وتُتْركَ قْتلى راهطٍ ما أجنَّت
فشاوِلْ بقيسٍ في الطَعاَن ولا تكن ... أخاها إذا ما المشرفيَّةُ سُلّتِ
ألا إنَّما قيسُ بن عَيلانَ قملة ... إذا شربَتْ هذا العصيرَ تغنَّتِ
قال: وسمع هشامُ بنُ عبد الملك زيدَ بن عليٍ يقول: " ما أحَبَّ الحياة أحد قط إلا ذل ". قال: فخافه منذ سمع ذلك منه.
قال: وكان الحسين بن زيد بن علي يلقب ذا الدمعة، وذلك لكثرة بكائه، فقيل له في ذلك، فقال: وهل تركت النار والسهمان لي مضحكًا؟ ! يريد السهمين اللذين أصابا زيد بن علي ويحيى بن زيد وقتل بخراسان.
وكان من كلام عليٍ كثيرًا ما يقول في حروبه: " اللهم أنت أرضى للرضا وأسخط للسخط، وأقدر أن تغير ما كرهت، وأعلم بما يقدر على، لا تغلب على باطل، ولا تعجز عن حق، وما أنت بغافل عما يعمل الظالمون ".
قال: وقال أبو زيد: تقول العرب: نؤت بالحمل أنوء به نوءًا، أي نهضت به؛ وناء بي الحمل، أي نؤت به نهوضًا. ويقال ناء النجم ينوء نوءًا، إذا سقط. ويقال نأت الرجل ينئت نئيتًا، وأن يئن أنينًا، وهما واحد، غير أن النئيت أجهرهما صوتًا. وأنت الرجل يأنت أنيتًا، وهو مثل النئيت. وتقول نأم الرجل ينئم نئيمًا، وهو مثل الأنين. وتقول نأم الأسد ينئم، نئيمًا، وزأر يزئر، والنئيم أهون من الزئير. ويقال أنأت اللحم أنيئه إناءةً، وأنهأته إنهاءً، وهو مناءٌ، مثل مناع، ومنهأٌ، مثل منهع، ويقال قد ناء اللحم ينيء نيئًا، ونهيء اللحم ينهأ نهئًا ونهاءة ونهوءة، وأنأته أنا إناءة.
ويقال نسأت اللبن أنسؤه نسأ، وذلك أن تأخذ حليبًا فتصب عليه ماءٍ؛ والإسم النسىء غير مشدد، وقال أبو حاتم: الأسم النسيء وأنشد:
سقوني النسء ثم تكنفوني ... عداة الله من كذب وزور
وحدثنا أبو العبَّاس قال: قال ابن الأعرابي: وأنشدني رؤبة:
خارجة أعناقها من معتنق
فيعني أعناق هذه الجبال لاث بها السراب فالتف بها فلم يبلغ أعاليها، أي أعتنقها السراب.
ويقال رجل رجلان ورجل، رجل، إذا كان راجلًا.
ويقال أحففت رأسي، إذا فعلت ذلك به، ويقال أحف رأسه وحف رأسه إذا أقل الدهن. ويقال حفي به يحفى حفاوة، من قوله ﷿: " إنه كان بي حفيًا ".
وإنه ليخطر في مشيه ويخطر.
قال: والحرش: أن يجيء الرجل فيحرك يده، يمسحها على جحر الضب، فيخرج ذنبه يرى أنه حية فيخرج ذنبه ليضربها، فيأخذ الرجل بذنبه. وأما بيت الهذلي:
وإذا طرحت له الحصاة رأيته ... ينزو لوقعتها طمور الأخيل
1 / 70