ويقال: تركت البلاد تحدث، أي تسمع فيها دويًا. وتركت البلاد تجدع وتجادع أفاعيها، أي يأكل بعضها بعضًا، وليس ثم أكل، ولكنها تقطع.
وأنشد:
إذا وقعت فقعى لفيك ... إن وقوع الظهر لا يطنيك
يريد الدلو. يقولك إذا وقعت على ظهرها انشقت فلم يبق فيها ماء ينفع ويقال: ضربه لا تطنى، أي لا تلبثه حتى تقتله.
وأنشد:
أخذمت أم وذمت أم مالها ... أم صادفت في قعرها خبالها
يقال: وذمت الدلو: انقطع وذمها.
وأنشد:
دلو تمأى دبغت بالحلب ... أو بأعالى السلم المضرب
بلت بكفى عزب مشذب ... إذا اتقتك بالنفي الأشهب
فلا تقعسرها ولكن صوب
تقعسرها: تعازها. وتمئيها: تمددها.
وأنشد:
قد أنزع الدلو تقطى في المرس ... توزغ من ملئ كإيزاغ الفرس
تقطيها: خروجها قليلًا قليلا.
والإمراس: إخراج الحبل إذا نشب في الممرس، وهو مجراه في البكرة.
وأنشد:
بئس مقام الشيخ أمرس أمرس ... إما على قعو وإما اقعنسس
وحدثنا أبو العباس قال: قال ابن الأعرابي: قيل لامرأة: أي الرجال أبغض إليك؟ قالت: المعتر النزاء، القصير النساء، الذي يضحك في بيت جاره، وإذا آوى في بيته وجم. قيل: فأي النساء أبغض إليك؟ قالت: الطلعة، القبعة الحديدة الركبة، القبيحة النقبة، الحاضرة الكذبة. قيل: ثم ماذا؟ قالت: والتي إن غدت بكرت، وإن حدثت نثرت، وإن صخبت صرصرت. قيل: ويلك ما تركت في النساء خيرًا! قالت: بلى قد تركت خيرًا وشرًا. قيل: ثم ماذا قالت: التي تأكل أكلًا لما، وتوسع الحي ذمًا. قيل: فأي الرجال زوجك؟ قالت: كجذع النخلة السبحلة المشذب، من مبيه شال، إن دخل فهد وإن خرج أسد، لا يسألني عما عهد.
وقال رجل لابنه يوصيه: يا بنى، إياك والرقوب، الغضوب القطوب، الغلباء الرقباء، اللفوت الشوساء، المنانة، الأنانة، الحنانة، واعلم أن من النساء جماعًا تجمع، وربيعًا تربع، وخروجًا تطلع، توهى الخرق ولا ترقع. يعني بالرقوب: التي تراقبه أن يموت فترثه. الغلباء الرقباء: الغليظة الرقبة. واللفوت: التي عينها لا تثبت في موضع واحد، إنما همها أن يغفل عنها فتغمز غيره. والشوساء: المتشاوسة النظر من التيه. والمنانة: التي تمن على زوجها بمالها. والحنانة: التي تحن إلى زوجها.
وقال اللحياني: يقال: رجل إنزهو ومرأة إنزهوة وقوم إنزهوون، إذا كانوا ذوى زهو. ويقال: سرينا سرية من الليل وسرية، وأخرجنا ببلجة من الليل وبلجة، وسدفة وشدفة، وهو الشدف والسدف، ودلجة ودلجة، وبعضهم يقول: الدلجة، فيها جميعًا.
وسمعت أبا سليمان الأعرابي يقول: الليل دلجة من أوله إلى آخره. قال: أي ساعة سرت من أول الليل إلى آخره فقد أدلجت، ويقال: خرجنا بعد هدء من الليل، وأفاويق من الليل، وبعد قطع وقطعة وقطيع من الليل، وخرجنا بغطاط من الليل وغطاط، وهما السحر.
ويقال: نفشت الغنم تنفش: تفرقت، ولا يكون النفش إلا بالليل، ويقال: مهلت الغنم، إذا رعت بالليل أو بالنهار على مهلها. ويقال: قد أرعى الله الماشية يرعيها إرعاء، وأخلاها وأحياها، إذا أنبت لها ما تأكل من الرعى.
والخلا، والواحدة خلاة. والرعى هو اسم الذي يرعى ويؤكل، والرعى الفعل. ويقال: ما رعيت إلا على نفسك، أي ما أبقيت. ويقال: أرعني سمعك، أي استمع إلى. وراعنا سمعك، وهو من قوله ﷿: لا تقولوا راعنا، وللجمع راعونا أسماعكم. وقرأ ابن مسعود: لا تقولوا راعنًا أي كذبًا وسخريًا وحمقًا.
وكذا: أنقه لي سمعك، مثل أرعني. وقد نقهت الحديث بالكسر أنقه نقها بالتثقيل ونقوهًا، ونقهت حديثك أنقه نقوهًا بالفتح. ويقال: نقهت من المرض أنقه نقوهًا بالفتح لا غير.
ويقال: ما أدهنت إلا على نفسك، أي أبقيت.
1 / 46