Majlis Sultan Ghuri

Abdul Wahab Azzam d. 1378 AH
102

Majlis Sultan Ghuri

مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري

Genre-genre

ثم ذكر مولانا السلطان: أريد أن أبعث هذه المراكب مع العسكر إلى مكة وأبني قلعة في جدة وقلعة في ينبع.

قلت: أهل البلد يدعون لمولانا السلطان لأجل هذا.

ثم سأل مولانا السلطان: هل بطل الحج في الزمان القديم أم لا؟

فقيل: مذكور في تاريخ الملك الظاهر بيبرس أن مدة عشر سنين بعد قتل خليفة بغداد بطل الحج، ومهما بعث الملك الظاهر القفل يأخذه العرب، بعد هذا بعث ألف مملوك مع الكسوة، وفي هذه السنة أيضا بعث هلاكوخان كسوة مكة مع عشرة آلاف طاطر

9

من عسكره، فألبسوا كسوة الملك الظاهر تحت وكسوة هلاكو فوق، فاتفق الططار مع أمير مكة أن ينهبوا قافلة الحج المصري؛ لما عرف أمير المحمل اتفاقهم راح نصف الليل وقتل أمير الطاطر في خيمته، فركب أمير مكة مع بقيتهم وفعل بالمسلمين ما فعل، ثم بعث أمير المحمل إلى أمير مكة مكتوبا مضمونه: العجب أنتم تساعدون الكفار! ثم قال أمير مكة: رح فهات سلطانك حتى تنتقم منا بشرط أن يركب عسكره الخيل البلق، ونهب القفل، ثم جاء أمير المحمل وذكر القصة التي وقعت من أولها إلى آخرها عند الملك الظاهر، فأمر بجمع الخيول البلق من البلاد فوجدوا سبعة آلاف فركب عليهم سبعة آلاف من الفرسان الشجعان، وبعث في السنة الثانية إلى الحج، ففي عاشر شهر ذي الحجة جاء الخبر أن هلاكوخان بعث ثلاثين ألفا إلى مكة في هذه السنة، فركب الملك الظاهر بنفسه مع هجين ووصل إلى مكة بعشرين يوما، ولما التقى الجمعان وقع بينهما قتال عظيم وركب مع الطاطر نائب مكة، وكان في الآخر الظفر مع الملك الظاهر، وقتل أمير مكة ونهب عسكر الططر، فرأى الملك الظاهر شيخا شريفا يبارز مع هؤلاء، فسأل الملك الظاهر هذا الشريف: من أنت؟ فقال: أنا رجل شريف ظهر عندي عدم حقية أمير مكة لأجل مساعدة الكفار فأغزيت فيهم. فأعجب الملك الظاهر كلامه وألبسه خلعة النيابة، وكان اسمه الشريف عجلان، وهو جد الشرفاء الآن.

10

المناسب لهذا المجلس

أنه قال كسرى: إذا أراد الملك أن يستخدم عاملا في شيء فالواجب أن يحقق أخلاقه وصبره وتدبيره لنفسه ومنزله، فإن كان حسن الخلق شديد السياسة صابرا على المشاق فليستخدمه، وإن كان ضد ذلك فليحذر منه.

الخاتمة

Halaman tidak diketahui