Majalis Ramadan - Ahmed Fareed
مجالس رمضان - أحمد فريد
Genre-genre
الحب في الله والبغض في الله
من هذه المعاني الشريفة الكريمة العظيمة: المحبة في الله والبغض في الله ﷿، والموالاة في الله والمعادة في الله.
فمن كمال حب الله ﷿ أن نحب الرسل الكرام، وأن نحب الملائكة الأطهار، وأن نحب العلماء، وأن نحب الدعاة إلى الله ﷿، وأن نحب الملتزمين بشرع الله ﷿، فهذا أمر لا يتكلفه المؤمن، بل هو الثمرة الطبيعية لحب الله ﷿، قال تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة:٢٢]، فلا يمكن أن يحب المؤمن كافرًا وإن كان أباه أو أخاه أو ابنه أو زوجته؛ لأن من كمال حب الله أن نحب أولياءه، ومن كمال حب الله ﷿ كذلك أن نبغض أعداءه، فالحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله من كمال حب الله ﷿، وليس هناك أحد يُحب لذاته إلا الله ﷿، حتى محبة الرسول ﷺ هي ثمرة من ثمرات محبة الله ﷿؛ لأن الله تعالى اصطفاه وطهّره وجعله أكمل الخلق، وأرسله سراجًا منيرًا وهداية للبشر، بل للإنس والجن، فليس هناك أحد يُحَب لذاته إلا الله ﷿، أما محبة الأنبياء ومحبة الملائكة والأولياء فهي من تمام حب الله ﷿.
15 / 4