Majalis Ramadan - Ahmed Fareed
مجالس رمضان - أحمد فريد
Genre-genre
الغاية من تزكية النفس عند أهل السنة
أما غاية التزكية عند أهل السنة: فهي تحقيق كمال العبودية لله ﷿، والوصول إلى أعلى مراتب الذل والحب لله ﷿؛ لأن العبودية هي كمال الحب مع تمام الذل، والله ﷿ وصف أكابر الخلق بالعبودية، فوصف نبيه ﷺ بالعبودية في أشرف مقاماته، مقام الإسراء، ومقام التحدي، ومقام الدعوة إلى الله ﷿، فقال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ [الإسراء:١].
وقال: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن:١٩].
وقال: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ [البقرة:٢٣]، ولذلك لما ذكر الإمام الطحاوي ﵀ تشريفات النبي ﷺ ابتدأ بالتشريف الأول وهو العبودية، قال: وإن محمدًا عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى، وإنه خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين، وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى، وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى، وبالنور والضياء، فقبل أن يذكر بأنه إمام الأنبياء وسيد المرسلين ذكر أنه عبد الله ﷿ المصطفى.
فالعبودية لله ﷿ تشريف وتكريم، كما قال عياض: ومما زادني شرفًا وتيهًا وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا فالذي يتكبر عن العبودية لله ﷿ لا بد أن يقع في عبودية غير الله ﷿ من المخلوقات الخسيسة، فيعبد الشجر أو الحجر أو الشمس أو القمر أو البقر، بل من الناس من وقع في عبادة الشيطان الرجيم.
فكل من يتكبر عن العبودية لله ﷿ لا بد أن يقع في العبودية لغير الله، ومهما تحرر العبد من العبادة لغير الله تكمل عبوديته لله ﷿، ولذلك فإن وظيفة الرسل وأتباع الرسل تعبيد الناس لله ﷿، وتحرير الناس من العبادة الباطلة للآلهة الباطلة التي لا تستحق العبادة، وجعلهم عبيدًا حقيقيين لله ﷿، كما قال ربعي بن عامر: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
فوظيفة الرسل وأتباع الرسل أن يحرروا الناس من عبادة غير الله ويعبدوهم لله ﷿، ويشرفوهم بأن يجعلوهم عبيدًا حقيقيين لله ﷿.
نسأل الله تعالى أن يشرفنا بالعبودية له ﷿، وأن يرفعنا بالقيام والصيام.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
1 / 3