============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم المكذوب لغرابة متنه وشدة نكارته(1)، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني لضعف في سنده(2)، نجد ابن قيم الجوزية يحكم بصحة هذا الحديث المكذوب ويعده حديثا جليلا كبيرا قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعياذ بالله تعالى، حيث قال معلقا عليه: و0 "هذا حديث جليل كبيو، تنادي جلالته وفخامته وعظميه على أنه قد خرج من مشكاة او"(3) ابوه" أقول: بل تنادي نكارته وشناعته وبشاعته على آنه من الإسرائيليات الباطلة التي وصلت لحشوية أهل الحديث من قبل علماء وأحبار اليهود الذين تظاهروا بالإسلام؛ أما عقيدة الإسلام ومشكاة النبوة فتجل عن هذا التشبيه الصريح لله تعالى.
12- وأنه تعالى عن قولهم جسم يثقل على حملة العرش: حيث قال الشيخ ابن العثيمين: "وأما أدلة نفاة الرؤية(4) العقلية، فقالوا: لو كان الله يرى لزم أن يكون جشما والجسم ممتنع على الله تعالى لآنه يستلزم التشبيه والتمثيل. والرد عليهم: أنه إن كان يلزم من رؤية الله تعالى أن يكون جشما فليكن ذلك، لكتنا نعلم علم اليقين أنه لايماثل أجسام المخلوقين"(5).
وبكلامه هذا، يثبت الشيخ ابن العثيمين بشكل واضح وصريح الجسم لله تعالى، إلا
أنه قيد ذلك بأنه لا يماثل أجسام المخلوقين، فكما أن جسم الفيل لا يماثل جسم النملة (1) ابن كثير، البداية والنهاية (82/5).
(2) انظر: محمد ناصر الدين الألباني، ظلال الجنة في تخريج الشنة لابن أبي عاصم (343/1) .
(3) ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 277).
(4) أي نفاة رؤية الله في الآخرة وهم المعتزلة وبعض أهل الشنة كمجاهد (ت/4 10ه) وأبي صالح السمان (ت/101ه) (كما ذكر ذلك ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (34/20) وعده من الاجتهادات المغفورة)؛ أما أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية، فقد أثبتوا الرؤية ولكن دون لوازمها السلبية من تجسيم، وتحديد جهة، وصورة، لله تعالى عن ذلك. انظر: أبو منصور الماتريدي، التوحيد (ص/85).
(5) ابن العثيمين، شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية (ص/458).
Halaman 86