============================================================
المطلب الثاني / التأويل عند علماء السلف والخلف إلى الآمر به، فتقول العرب مثلا: فتح الخليفة بلاد كذا وكذا، ونادى الخليفة الناس إلى الجهاد، مع أنه لم يفارق مكانه ولا ناداهم بل الذي فتح البلاد هم الجيش والذي نادى هم رسله.
تأويل الحافظ اللغوي النضر بن شميل (ت/203ه): وهو من رجال كتب الحديث الستة، روى الحافظ البيهقي: عن النضر بن شميل، أنه قال في حديث أبي هريرة: "حتى يضع الجبار فيها قدمه"(1): "أي من سبق في علمه آنه من أهل النار"(2).
تأويل الإمام هشام بن عبيد الله الرازي (ت/221ه): قال الذهبي في ترجمته: "هو الرازي الشني الفقيه، أحد أئمة السنة (...) كان من بحور العلم".
ثم قال: "قال محمد بن خلف الخراز: سمعث هشام بن عبيدالله الرازي يقول: "القرآن كلام الله غير مخلوق". فقال له رجل: أليس الله يقول: ما يأنيهم من ذكرين ريهم تحدث} [الأنبياء/2]؟ فقال: "محدث إلينا، وليس عند الله بمخدث". قلت [أي الذهبي مفسرا]: لأنه من علم الله وعلم الله لا يوصف بالحدوث"(3).
تأويل الإمام أحمد بن حنبل (ت/241ه): أ- قال الحافظ ابن كثير (ت/ 4 7لاه) ناقلا عن الحافظ البيهقي في كتابه لامناقب (1) أول بعض الحفاظ لفظ (القدم) في الحديث بأنه : "من سبق في علمه أنه من أهل النار"، وعد بعضهم الآخر أن هذا الحديث باطل شرغا وعقلا، كما مر في المبحث السابق من كلام الإمام الحافظ ابن جماعة في "إيضاح الدليل" (ص/162)، وقد نقلناه بحروفه (ص/88 -89) فانظره فإنه مهم جدا.
(2) البيهقي، الأسماء والصفات (190/2) (رقم/755).
(3) الذهبي، سير أعلام النبلاء (446/10 - 447).
Halaman 133