ولم أر من وسمه بهذا سوى الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي، له كتاب في النحو سماه ((المنطق)) وليس بالمنطق المبني على الكلام في الحد ونوعه، والقياس البرهاني ونوعه، ويقسم العلم إلى تصور أو تصديق، وكل منهما: إما بديهي أو نظري، إلى غير ذلك من قواعده التي يعتمدها أهل الجدل والكلام، ولا طائل تحته والسلام!
ومن نظمي في ذمه:
علم الكلام بلاؤه متعدد ... منه الأئمة حذروا يا متقي
وبلاؤه من منطق صدق الذي ... قال: البلاء موكل بالمنطق
ومن الأطراف التي يتعلق بها النظر : الاعتبار في مثار المقال، وهو علم أسباب الكلام، ومن وجوه علوم القرآن: أسباب نزوله، وهذه الآية الشريفة لها سبب في نزولها، وهو ظاهر، لكنه غامض، ولغموضه لم أر أحدا ذكره ممن صنف في أسباب نزول القرآن، كأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري لم يذكر في مصنفه لنزول هذه الآية سببا، والسبب في نزولها -والله أعلم-: إعلام الله تعالى الأمة بإجابته دعوة خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، في حبيبه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث قال فيما أخبر الله تعالى عنه: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم} فأعلم الله المؤمنين بهذه الدعوة في هذه الآية، وبإجابته لها في الآية الأخرى بقوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}.
Halaman 451