وقيل: هو تهذيب الكلام بما يحسن به البيان، وقيل غير ذلك.
والإيجاز على وجهين: حذف، وقصر.
فالحذف: إسقاط كلمة للاجتزاء عنها بدلالة غيرها من الحال أو فحوى الكلام، وهو كثير في القرآن، ومنه قوله تعالى: {وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} أي: من قبل بعث هذا الرسول فيهم، أو تلاوته القرآن عليهم، أو التزكية لهم، أو تعليم الكتاب والسنة، والله أعلم بما أراد.
ومن الحذف نوع يقال له: حذف الأجوبة، وهو أبلغ من ذكرها، وفي القرآن منه كثير، كقوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} أي: لكان هذا القرآن. والله أعلم بما أراد.
وأما القصر أحد وجهي الإيجاز: فهو أغمض من الحذف، كقوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة} ولا يفهم من القصر التقصير، فإن القصر بلاغة، والتقصير عي، فالقصر ما يقتصر عليه ويكتفى به، يقال: كان ذلك قصري وقصاراي. والتقصير: التواني في الشيء فلا يوصل إلى الغرض.
ومن أقسام البلاغة: 2- الإطناب وهو داخل في الإيجاز من وجه، لأنه إذا ظهرت الفائدة بما يستحسن فهو إيجاز لخفته على النفس، قاله أبو الحسن الرماني.
Halaman 406