وعليه فقد حافظت دولة المماليك على الاتجاه السني بشكل عام ولم تسمح بظهور أي أثر شيعي في الفكر الإسلامي.
فالغالبية العظمى في بلاد الشام هم من أهل السنة والجماعة ومنهم الحكام العسكريون (المماليك) ورجال الدين، بالإضافة إلى من يسمون العامة.
وكانوا جميعًا برغم الاختلافات العديدة بينهم وبرغم تضارب مصالحهم يشكلون مجتمعًا إسلاميًّا واحدًا، وبالرغم من أنهم لم يكونوا جميعًا يطبقون تعاليم الإسلام بحذافيرها.
وكان هناك فئات قليلة لا أثر لها في المجتمع المملوكي إلا في الحالات النادرة، وهم:
أوّلًا: الشيعة:
انتشر التشيع في بلاد الشام منذ أيام الدولة العبيدية بمصر والشام، ورغم محاربة المماليك لهذه الأفكار إلا أنه بقيت طائفة من الشيعة الإمامية - أو الاثني عشرية -، وكانوا يقيمون في دمشق غربي باب توما، وكان لهم مسجد على يمين الداخل من باب توما١، أظهروا فيه: (البدع) فاستاء الناس منهم، ورفعوا الأمر للسلطان في القاهرة وورد المرسوم في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وثمان مئة (٨٩٢هـ) بهدم المسجد٢.
وكانوا يقيمون احتفال الأوّل من محرّم والعاشر منه عند قبر (الست زينب)، وهناك يختلط الرجال بالنساء وتكون المفاسد٣.
_________
١ العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: ٧٨.
٢ ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/٨٢، ٨٣.
٣ العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: ١٤١.
1 / 23