عديد الحصى والأثل من بطن بيشة
وطرفائها ما دام فيها حمامها
ووادي بيشة هذا ينصب إلى نجد، ثم تستقيم الطريق إلى الجنوب حتى صعدة، قال ياقوت:
صعدة مخلاف باليمن، بينه وبين صنعاء ستون فرسخا، وبينه وبين خيوان ستة عشر فرسخا. قال الحسن بن محمد المهلبي: صعدة مدينة عامرة آهلة، يقصدها التجار من كل بلد، وبها مدابغ الأدم، وجلود البقر التي للنعال، وهي خصبة كثيرة الخير، وهي في الإقليم الثاني، عرضها ست عشرة درجة.
وصعدة اليوم أقل عمرانا مما كانت.
وتنشعب من المحجة الكبرى عند صعدة طريق نحو الشرق إلى نجران.
ونجران مدينة في مخلاف نجران، وتاريخها قبل الإسلام متصل بتاريخ النصرانية في بلاد العرب الجنوبية، فقد كانت موئل النصرانية هناك، وللعرب روايات مختلفة في ابتداء هذا الدين بها.
وقد بنيت بها كنيسة كبيرة سميت كعبة نجران؛ مضاهاة للكعبة المكرمة التي كانت لها المكانة الأولى في أديان العرب الجاهليين، روي أن الذين بنوها بنو عبد المدان الحارثي، وروى ابن الكلبي أنها كانت قبة من أدم من ثلاثمائة جلد، كان إذا جاءها الخائف أمن، أو طالب حاجة قضيت، أو مسترفد رفد، وكانت لعظمها عندهم يسمونها كعبة نجران، وكانت على نهر بنجران. ويقول الأعشى:
وكعبة نجران حتم علي
ك حتى تناخي بأبوابها
Halaman tidak diketahui