قتل أصحاب الأخدود
إلخ إشارة إلى هذا. ثم استغاث نصارى اليمن بملك الحبشة، وكان الحبش قد تنصروا، فكتب ملكهم إلى قيصر فأعانه على غزو اليمن، وانهزم ذو نواس، وألجأه الطلب إلى البحر فاقتحمه، فغرق وتسلط الحبش على اليمن، وليها أبرهة صاحب الفيل، واستقل بحكمها، ثم خلفه ابنه يكسوم، ثم ابنه الثاني مسروق، وفي عهده (حول سنة 570م) خرج سيف بن ذي يزن مستصرخا كسرى أنوشروان، فأرسل معه جندا وأسطولا فأخرجوا الحبش من اليمن بعد أن تسلطوا عليها زهاء سبعين سنة. ويقال إن قدوم الفرس إلى اليمن كان بعد حرب الفجار بعشر سنين وعمر الرسول
صلى الله عليه وسلم
إذ ذاك 30 سنة، فقد جاءوها إذا حوالي سنة 600م، وهذا غير صحيح.
وقد تتابع على اليمن ولاة من الفرس حتى انتشر الإسلام فيها، فدانت للرسول صلوات الله عليه، والوالي من الفرس حينئذ باذان.
وقصة سيف بن ذي يزن أثرت في القصص العربي أثرا قويا، ولا تزال قصص سيف شائعة بين العامة، وقد حرصت كتب الأدب على روايتها ورواية ما قيل فيها من الشعر، وما اخترعه لها القصاص.
ومما روي في هذا أبيات أمية بن أبي الصلت.
وقصتها كما رواها صاحب الأغاني أنه لما ظفر ابن ذي يزن على الحبش وأخرجهم من اليمن، وذلك حوالي سنة 571، أتته وفود العرب من كل صوب، وقصده الشعراء يهنئونه، ويشيدون بظفره، وكان في وفد قريش عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن عبد شمس، وخويلد بن أسد.
قال: «فأتوه بصنعاء وهو في رأس قصر له يقال له غمدان، فأخبره الآذن بمكانهم، فأذن لهم، فدخلوا عليه وهو على شرابه، وعلى رأسه غلام واقف ينثر في مفرقه المسك، وعن يمينه ويساره الملوك والمقاول، وبين يديه أمية بن أبي الصلت الثقفي ينشده هذه الأبيات:
لا يطلب الوتر إلا كابن ذي يزن
Halaman tidak diketahui