Ghanimah Dituntut di Mekah
المغانم المطابة في معالم طابة
Penerbit
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Genre-genre
العالمين، ولا يُؤْمِن عبد حتى يكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين (^١)، ومن كان كاملًا في محبته له وغرامه، كانت زورته منتهى قَصْدِه وأقصى مَرامِه، لا ينفك عن التوجه إليه [بذاته] (^٢) ولا تبرح في برج الأشواق ذاته وصفاته:
أُحِبُّ رسول الله شوقا وصبوة … لعلي غدًا عن حوضه لا أُخلأُ
أَحِنُّ إلى تقبيلِ مَوْطِئِ نَعْلِهِ … ومن لي بأن أُروى بما منه أظمأُ
أُعد لأهوال القيامة حُبَّه … وحسبي فلي منه ملاذٌ وملجأ (^٣)
ثمَّ إنَّه يُربِّي شَوْقَه وصبابَته، ويُقوِّي وَجْدَه وخِلابتَه (^٤)، ويُتَمِّمُ لاعِجَه (^٥) وشَجْوَه (^٦)، حتى يبادر إلى أن يَقْصِدَ قَصْدَه، ويَنْحُوَ نَحْوَه، فالشوق إلى لقائه، وطلبُ الوصول إلى فِنائه، من أظهر علامات الإيمان، وأكبر وسائل الفوز يوم الفزع الأكبر بالأمن والأمان.
(^١) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
… أخرجه البخاري، في الإيمان، باب حب الرسول ﷺ من الإيمان، رقم:١٥، ومسلم، في الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله ﷺ أكثر من الأهل والولد والوالد، رقم:٤٤.
(^٢) جاءت الكلمة مرسومة هكذا (نواته) وجعل الناسخ عليها حرف " ط " صغير، وهذه عادته في الكلمات التي لم يتمكن من قراءاتها. وماأثبتناه أقرب للسياق.
(^٣) ذكر المؤلف قدرًا وافرًا من الأشعار في مديحه ﷺ، ولم يعزها لأحد، والظن أنها -أوبعضها - له وبعضها الآخر أخذها من مصادر كانت موجودة في عصره، وقد بذلنا جهودًا كبيرة في مراجعة المصادر المتاحة من معاجم اللغة، وكتب الأدب، ودواوين الشعر والمدائح النبوية ولم نجدها.
(^٤) الخِلابة من الخَلبْ، وهو سلب الفؤاد من شدة الحب. اللسان (خلب) ١/ ٣٦٤.
(^٥) اللاعج: الهوى المُحرِق، يقال: هوى لاعج، لحرقة الفؤاد من الحب. اللسان (لعج) ١/ ٣٥٧.
(^٦) الشَّجْو: الهَمُّ والحزن. اللسان (شجو) ١٤/ ٤٢٢.
1 / 157