امرأة في السابعة والعشرين أو تقاربها، نحيفة، رشيقة، حسنة الشكل، بشرتها ضاربة إلى الصفرة، شعرها أسود متدل بعض الشيء حتى كتفيها، ترتدي «فستانا» نظيفا عاديا أسود لا يخلو من أناقة بسيطة كالذي ترتديه فتيات من العامة في مصر لعهدنا هذا، مشدودا إلى ما فوق خصرها، ليس بالواسع بحيث يشف عن رشاقة جسمها، مرتفعا إلى أسفل العنق، ساقطا إلى القدمين حتى الحذاء وإلى الذراعين حتى المعصمين، فلا يرى من الفتاة سوى وجهها السافر وكفيها، الحذاء أسود، والمطلوب أن تشتد المقابلة بين سواد اللبس وصفرة الوجه واليدين.
الأبله:
فتى لا عمر له، مستحكم البنية، منفوش الشعر، يرتدي «جلبية بلدي» (جلبابا مصريا) صفراء، حذاؤه أسود عتيق جدا، تبدو على هيئته القذارة.
هو:
شاب في الثلاثين أو يقاربها، جميل المنظر، على رأسه طربوش [هذا غير واجب]، يرتدي «بدلة» لونها زاهر، وفي عروة في أعلى «البدلة» وردة، حذاؤه أبيض، بشرته سمراء بل شديدة السمرة.
المشهد الأول (الأبله - سميرة)
الأبله جالس في الجانب المنار على الأرض، على مقربة من جدار منزل، بين يديه رزمة قصب سكر، يقشر قصبة بأضراسه ثم يدفع «عقلة» القصبة (الأنبوبة) إلى المرأة فتمضغ منها شيئا وتعيدها إليه فيأتي عليها مصا. من آن إلى آن يضحك ضحكة خفيفة لا معنى لها، سميرة تجيء وتذهب أمامه في هدوء وبطء، تنظر إليه أحيانا في ذهول.
يستمر هذا التمثيل الصامت زهاء دقيقتين، وبينما الأبله يكسر «عقلة» من عود قصب على ركبته إذ يشد العود إليه بقوة كأن أحدا يريد خطفه من خلف، وذلك في أثناء مرور سميرة أمامه بحيث تراه.
سميرة :
ما بك! أيريد أحد خطف قصبك؟
Halaman tidak diketahui