Konsep Pendekatan Ilmiah
مفهوم المنهج العلمي
Genre-genre
كانت قد تكاملت في الحضارة العربية موسوعة للعلوم، مختلفة تماما عن الموسوعة الإغريقية الأسبق، عرض الفارابي في كتابه الشهير «إحصاء العلوم» لمعالمها، وبذل البعض جهودا لتوضيح أنها كانت تمهيدا لا غنى عنه لتصنيفات المحدثين.
24 (5) النقلة إلى العلم الحديث
وكما هو معروف عملت الحضارة الأوروبية في العصر المدرسي وعصر النهضة، على نقل وترجمة الحصيلة العلمية العربية في الرياضيات وفي العلوم وفي الطب والجراحة. انتقلت أدبيات العلم العربي، أسفاره المؤلفة والمترجمة، من عواصم الحضارة الإسلامية في بغداد ودمشق والقاهرة عن طريق التجار والرحالة. على أن العامل المستجد الحاسم كان العائدين من الحملات الصليبية حاملين الأسفار العلمية. واستفادت أوروبا كثيرا من مواطن التواصل المباشر مع الحضارة الإسلامية في حوض المتوسط مثل صقلية وسواها. وبطبيعة الحال قامت الأندلس التي مكث العرب فيها ثمانية قرون بدور خاص، اضطلعت طليطلة بترجمة أعمال ابن سينا في أواخر العصر المدرسي، وكانت جامعة بولونيا أول جامعة تتخذ كتابه «القانون في الطب» كتابا تعليميا، وفي أواخر عصر النهضة كان القانون يمثل نصف المقررات الطبية في الجامعات الفرنسية.
في هذه المرحلة كانت قد استقامت السينوية اللاتينية والرشدية اللاتينية، بمعنى مثول أعمال ابن سينا وابن رشد كقوة دافعة للحركة الفكرية في أوروبا. يتمثل تأثير ابن سينا في الراهب روجرز بيكون (1214-1294م)، الذي تميز بنزعة علمية تجريبية قوية لم يستسغها تماما الوسط المدرسي في أوروبا. أما الرشدية بما تعنيه من عقلانية وانتصار للتفكير البرهاني، فقد كثر الحديث عنها كعامل قوي من عوامل النهضة والحداثة في أوروبا.
في تاريخ العلم مثلت قرطبة مركزا من أهم مراكز العلم العربي في الأندلس، وكانت تعج بمدارس الرياضيات العربية، التي سهل انتقالها إلى أوروبا على يد المستعربين. يتقدم إدلارد الباثي الذي أتقن اللغة العربية ودرس في قرطبة، وترجم «أصول الهندسة» لإقليدس قرابة عام 1120م من العربية إلى اللاتينية، وظلت هذه الترجمة تدرس في مدارس أوروبا حتى عام 1583م، حين تم اكتشاف الأصل اليوناني.
25
أما السفر الهندسي الثمين الآخر؛ أي القطوع المخروطية لأبولونيوس، فقد فقد الأصل الإغريقي تماما، ولم يبق للبشرية وللنهضة الأوروبية الحديثة إلا الترجمة العربية، انتقلت إلى أوروبا واستفاد منها يوهانس كبلر عام 1609م، وطبقها في الميكانيكا السماوية، التي أحرزت معه ثورة تقدمية، طبعا بخلاف ترجمات جبر الخوارزمي. وتوالت ترجمات العلوم التجريبية، خصوصا أعمال الحسن بن الهيثم، الذي عرف في أوروبا باسم الهازن، ومن قبله جابر بن حيان وسواهما. وحظيت كتب الطب والجراحة مع ابن سينا والرازي والزهراوي ... باهتمام خاص، في ترجماتها وفي تدريسها بجامعات أوروبا في عصر النهضة وحتى مشارف العصر الحديث. •••
هكذا يمثل الرصيد العلمي العربي، الذي تسارعت عمليات نقل أدبياته المترجمة والمؤلفة إلى اللغة اللاتينية منذ القرن الثاني عشر، أهم المقدمات التي تمخضت عن ثورة العلم الحديث في أوروبا.
وفي ذخائر هذا الرصيد، ثمة واقعة محددة لا بد أن توقف بإزائها، على أساس أن العلم الحديث يبدأ كوزمولوجيا وإبستمولوجيا بكتاب كوبرنيقوس «دوران الكرات السماوية» (1543م)، هذا الكتاب حمل صياغة رياضية لنظرية أرسطارخوس القائلة بمركزية الشمس، بدلا من نظرية بطليموس القائلة بمركزية الأرض التي كانت سائدة. سادت النظرية البطلمية طوال العصور الوسطى، وعن طريق إزاحتها والأخذ بمركزية الشمس استقام تصور الكون، مجمل العالم الفيزيقي لتبدأ ملحمة العلم الحديث على أسس أمتن. الواقعة المحددة المقصودة تتعلق بالخروج من أطر البطلمية، لتؤكد بشكل مباشر كيف كان البحث العلمي عند العرب مفضيا إلى مرحلة العلم الحديث، وقد أسرف توبي هف
T. E. Huff
Halaman tidak diketahui