Konsep Pendekatan Ilmiah
مفهوم المنهج العلمي
Genre-genre
والعلم في هذا له وظيفة معرفية محددة بالوصف والتفسير والتنبؤ والسيطرة. الهدف من أي علم تجريبي يتمثل في الإجابة عن السؤال: كيف ولماذا تحدث الظاهرة موضوعه؟ في المرحلة الوصفية يجيب العلم عن السؤال: كيف تحدث الظاهرة، كيف تتبدى؟ وليس الوصف العلمي أمرا يسيرا أو هينا، إنه بمثابة اكتشاف للظاهرة موضع البحث، ومعيار وجود العلم الذي يبحثها. لكن الوصف ليس كل ما في الأمر؛ فإحكام الطريق إلى السيطرة على الظاهرة عن طريق التقانة (= التكنولوجيا)، يستلزم الانتقال من المرحلة الوصفية، وبناء عليها، إلى المرحلة التالية، وهي المرحلة التفسيرية التي تجيب عن السؤال: لماذا تحدث الظاهرة؟ وهنا العلوم الأساسية أو البحتة التي تمثل محاولة العقل العلمي، للإحاطة بالظاهرة موضوع الدراسة.
أما التنبؤ، فهو محك نجاح الوصف والتفسير. وظيفة التنبؤ تمثل المعلم المميز للقوانين في العلوم التجريبية، حيث كل قانون - مهما كان بسيطا - له قدرة تنبؤية، مثلا «الماء يغلي في درجة مائة مئوية»، يحمل تنبؤا بحدوث الغليان حين يصل التسخين بالماء إلى الدرجة مائة، عدم حدوثه يعني تكذيبا للنظرية وضرورة تعديلها. لن يحدث الغليان مع درجة الحرارة مائة، إذا كان المرجل مغطى أو فوق جبل ومعدل الضغط الجوي منخفضا، هنا يكون التكذيب وتصويبه لنصل إلى العبارة «الماء يغلي في درجة مائة مئوية تحت مستوى الضغط الجوي الكائن عند سطح البحر»، وتعطي هذه العبارة تنبؤا أدق نسبيا، قابلا للاختبار والتعديل بدوره، وهكذا دواليك. إن التنبؤ هو المواجهة مع الواقع، والمحك الذي تختبر به العبارات العلمية، حدوث ما تتنبأ به النظرية هو البينة التجريبية عليها ومبرر قبولها، وعدم حدوثه مبرر لرفضها أو تعديلها.
وحين يتحقق وصف وتفسير يشهد على نجاحهما تنبؤ، ترتب على هذا أداء أكمل للوظيفة الرابعة من وظائف العلم؛ أي السيطرة أو التقانة وهي غاية منشودة، والمحصلة والقوة الملموسة للعلم التي تجسدها العلوم التطبيقية. روعة العلوم التجريبية تتبدى في أنها معرفة تترجم إلى تطبيقات عملية ... إلى قوة وسلطان، إلى سيطرة على الظاهرة، فضلا عن أنها تعطينا في نمائها المتصاعد دوما، التمثيل العيني لمقولة التقدم في حياة البشر؛ التقدم المعرفي والتقدم التطبيقي.
هكذا تجمع وظائف العلم الأربع المذكورة بين جانبين جرى العرف على التمييز بينهما، وهما «العلم البحت»
pure Science ، الذي يبحث الإشكالية المعرفية في حد ذاتها، وبغض النظر عما إذا كانت ستفضي فيما بعد إلى تطبيقات عملية أو تقانية (= تكنولوجية)، وبين «العلم التطبيقي
applied science » الذي يضطلع بالاستخدامات العملية والهندسية والتكنولوجية للمعرفة العلمية. على أنه كثيرا ما تتحقق إنجازات علمية عظمى بروح العلم البحت؛ أي لخلق معرفة جديدة، حل مشكلة مطروحة للبحث وإجابة على سؤال ملح، فقط من أجل تفهم الظاهرة أو طرح تفسير لها، ثم يظهر لها فيما بعد أهمية علمية أو تطبيقية كبرى.
لا ينبغي التعويل كثيرا على تفرقة بين العلوم البحتة والعلوم التطبيقية؛ لأنهما في واقع الأمر لا يفترقان، والعلوم التطبيقية تستند إلى حصاد هائل من العلوم البحتة التي هي الأساس، فتسمى العلوم الأساسية، وطبعا توجد التطبيقات التكنولوجية بفضلها. وكما قال لويس باستير، ليس هناك علمان تطبيقي وبحت، بل يوجد العلم وتطبيقه، مثلما توجد الشجرة وثمرتها.
كل هذا فضلا عن دخول التكنولوجيا، حصاد العلوم التطبيقية، كقوة منتجة للمعرفة العلمية ذاتها. إنه عامل حاسم في إجرائيات المنهج العلمي التجريبي، يتمثل في أجهزة البحث العلمي الدقيقة أو العملاقة، وتجهيزات المعامل والمختبرات، وكأننا بإزاء الأمة التي تلد ربتها. (2) المنهج آية العلم
أثبت العلم الحديث نجاحا فريدا في أداء هذه الوظائف، تعاظم نجاحه وتصاعد بشكل غير مسبوق، يعد دائما بالمزيد، بالتقدم.
وكما أوضح الفصل الأول مفهوم المنهج العلمي آية التقدمية المتواصلة، يرتد في القابلية للاختبار التجريبي والتكذيب، التي هي خاصة منطقية قائمة في صلب النظرية العلمية، تجسد طبيعة العلم التقدمية، حين تجعله دائما يعين مواطن قصور أو كذب، فيتجاوزها إلى ما هو أقدر وأجدر، ولا يرتكن أبدا إلى نظرية ما بوصفها حقيقة مطلقة، مهما أحرزت من نجاح في مواجهة العلم المتنامية واللامتنامية للواقع.
Halaman tidak diketahui