============================================================
تفير سورة البقرة/283 كان فيه التكليف والامتحان والغرور، ولبقي فيها خالدا: وهذا الذي ذكروه يخالف الظاهر والمفهوم من الأخبار؛ فإن المشهور هو إهباط ادم من جنة السماء، ولايمنع التكليف في الجنة من حيث العقل: وقد روينا عن الحسن وابن عباس وغيرهما أنهم قالوا في آدم: أخرجه الله من الجنة قبل أن أدخله إياها، أشاروا إلى قوله: (إني جاعل في الأزض خليفة".
وقال الحسن:1 هذه الجنة كانت في السماء لأنه أهبط منها: وقال قتادة: ابتلى الله آدم فيهاكما ابتلى الملائكة قبله ولم يدع الله شيئأ من خلقه إلا ابتلاه بالطاعة، كما ابتلى السماء والأرض، فكذلك ابتلى آدم وأسكنه الجنة، وأحل له ما فيها يأكل منها رغدا حيث شاء، ونهاه عن شجرة واحدة؛ فما زال به البلاء حتى وقع بالذي نهي عنه.
وقوله: (وكلا منها رغدا حيث شئتما): الرغد:2 سعة العيش، قال: الرغد النفع الهنيء الواسع ليس فيه عناء؛ وقال أبو عبيدة: الرغد الكثير من ماء أو كلأ أو مال. قال ابن عباس وابن مسعود والسدي: الرغد الهنىء. قال مجاهد: رغدا حلالا لا حساب عليهم فيه. قال الضحاك: رزقأ واسعأ هنيئا.
وقوله: (حيث شئتما)، أي موسعا عليكما3 من أي موضع شئتما، ومتى شئتماثم استثنى منها شجرة وقال: (ولا تقربا هذه الشجرة) أي ولاتقرباها بالأكل ولاتأكلا منها ولم ينهيا عن الدنو منها، وإنما هو نهي عن الأكل بأبلغ لفظ يكون؛ وقيل: هذا من القربانا لامن القرب. يقال: قرب الرجل امرأته إذا غشيها؛ وقرب الشيء إذا تناوله بكسر الراء في الماضي: وقرب الشيء يقرب فهو قريب وهو ضد الصد؛ وقربت من فلان في الرحم أقرب قرابة وقربة وقربا.
واختلفوا في الشجرة المنهي عن أكلها، فقال قتادة6 ومقاتل والضحاك ووهب والقرظي وعطية والحسن وابن مالك -123آ ورواية عطاء وعكرمة عن ابن عباس: هي السنبلة.
قال وهب: كانت الحبة منها مثل كلية البقر ألين من الزبد وأحلى من العسل؛ وقال السدي 2. في الهامش عتوان: اللغة.
1. في الهامش عنوان: المعاني.
3. في الهامش عنوان: التفسير واللقة.
4. في الهامش عنوان: التفسير.
ليتهنل
Halaman 349