294

============================================================

1228مفاتيح الأسرار ومصابيح الأيرار والوجه الثاني: الأضلال بمعنى الدعاء إلى ما هو ضلال، والهداية كذلك هو الدعاء إلى ما هو هداية. قال الله تعالى في صفة إبليس: (إنه عدو مضل مبين) وقال في صفة النبي -صلى الله عليه وآله- (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) أي لتدعو.

والوجه الثالث: الإضلال بمعنى الإهلاك ومنه قوله تعالى: (أضل أغمالهم)؛ ويقال: ضل الماء في اللبن إذا استهلك.

والوجه الرابع: الإضلال بمعنى الضلال. يقال: أضل فلان بعيره ولم يكن منه فعل، ومعناه ضل عنه، وعلى هذا المعنى يجري كلام القدرية في تأويل: ""يضل به" أي يضلون به، قاله الزجاج.

الوجه الخامس: -97 ب- يقال: أضل فلان فلانا، أي انتهض سببا لضلاله من غير أن يكون منه فعل. قال الله تعالى: (وقد أضلواكثيرا)، أي ضلوا بهم؛ ويقال: أهمني الأمر إذا اهتممت به؛ ومنهقوله: (فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورأ) أي ما ازدادوا: وعلى هذا الوجه أيضا قول القدرية: (يضل به كثيرا) أي يضلون بسببه.

والوجه السادس: الاضلال بمعنى تسميته ضالا. يقال: أضله إذا سماه ضالا وحكم عليه به؛ وعليه يحمل قوله: (وماكان الله ليضل قومأ بغد إذ هداهم) أي تسميتهم ضالين.

والوجه السابع: الإضلال بمعنى التخلية ومنع الألطاف الداعية إلى الهداية. فيقال: أضله اذا خلاه ووكله إلى خوله وقومه: وذلك هو الخذلان؛ وهذا إنما يكون على سبيل العقوبة عند القدرية، ويجوز أن يكون على سبيل الابتداء عند الجبرية: والفريقان على تحيرهم فى الاضلال كماترى.

الاسرار قال المهتدون الهادون إلى صراط الله: إن من لم يبصر الحكمين ولم ير حكم الكونين ضل في كل مسألة حتى في الإضلال والهداية المضافين إلى الله تعالى وإلى القرآن وإلى ضرب الأمثال في الكتاب وإلى الرسل وإلى العقول؛ وكذلك العموم والخصوص في الهداية ليتهنل

Halaman 294