============================================================
140مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار وسر آخر: أن المعاني تتشخص بالأقوال والأفعال. كما أن الروحانيات تتشخص بالأشباح والأجساد، وكما أن الروحاني يتمثل بشرا سويا، كذلك الدعاء والتناء والحمد تمنلت صلاة بأركانها وابعاضها وهيئانها؛ فهي في حيز المعاني معنى واحد، وفي حيز الصور والأشكال أقوال وأفعال على هيئات مخصوصة؛ فالمعاني توجد في الكتاب، والصور توجد من السنة؛ ولو قيل: "إن الايمان بالغيب من المعاني، ومظهره الصلاة والزكاة؛ فلا إيمان لمن لاصلاة له ولاصلاة لمن لم يؤدالزكاة" كان ذلك صحيحا، وهو وجه النظم بين الكليات.
قوله -جل وعز -: (ومما رزقتاهم ينققون). الرزق ا: اسم ولا يوضع موضع المصدر: والرزق بالفتح المصدر: وأصله في اللغة الحظ -56 ب والنصيب، كما قال تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون" أي حظكم ونصيبكم تكذيبكم؛ والرزق: العطاء قال اله تعالى: (وهو خير الرازقين) أي أفضل المعطين؛ وقيل: إنكل ما انتفع به المرء يسمى رزقا، حلالا كان أو حراما؛ وقيل: كل ما ينتفع به من الحلال يسمى رزقا، والحرام لايسمى رزرقا، والله تعالى لايمن بالحرام على العبد؛ ولايوجب الزكاة في الحرام؛ والإنفاق أصله الاخراج إما عن اليد أو الملك، والمنافق سمي بذلك لخروجه مما ادعاه من الإيمان، ومنه النافقاء الذي يقابل القاصعاء، وذلك مدخل الفارة ومخرجها.
قال أهل التفسير: (ومما رزقناهم*2 أي ملكناهم وأعطيناهم ينفقون، أي يتصدقون: قال ابن عباس: أراد به الزكاة، وهو قول قتادة؛ وقال الضحاك أراد به التطوع: وقال غيره: هو عام في الفرض والنفل، وقال السدي: أراد به نفقة الرجل على عياله، ويروى ذلك عن ابن مسعود؛ لأن ذلك كان قبل فرض الزكاة؛ وقال غيرهم: هو النفقة في سبيل الله. قال الله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله). والأشبه أن ذلك عام في الكل.
الاسرار ولاتغفل عن العموم والخصوص في الرزق، كما في الرحمة والنعمة؛ فإن من الآرزاق ما 1. في الهامش عتوان: اللغة.2. في الهامش عنوان: التفسبر.
ليتهنل
Halaman 206