117

============================================================

مفانيح الفرقان في علم القران /51 بعده: (رب موسى وهارون) وذلك تخصيص الربوبية -120 لشخصين.

وكما عمت الربوبية وخصت، كذلك عمت العبودية وخصتت في قوله: (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرخمن عبدأ *، وذلكعموم في العبودية وفي قوله: (وعباد الرخمن) وذلك خصوص في العبودية، وفي قوله: (عينا يشرب بها عباد الله" وذلك تشخيص ذلك الخاص. فعلنى وجهي الربوبية والعبودية خصوص وعموم؛ سواء نسبت الربوبية إلى الخلق أو أضيفت العبودية إلى الرب تعالى.

ولقدكان واحبد من أهل العلم يدعي العلم بالتفسير، فقال أميرالمؤمنين علي -رضي الله عنه- : "من إله المؤمن والكافر؟" قال: الله. قال: "صدقت" ثم قال له: "من مولى المؤمن والكافر؟" قال: الله، قال: كذبت، (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا ولن له1) فامتحنه بالعموم والخصوص؛ فلما لم يهتد إلى ذلك أفحمه وأعلمه أن لاعلم له بالقرآن؛ وسياتي في التفسير إشارات إلى أسرار العموم والخصوص؛ وكيفية إضافة الخير والشر إلى القدر إضافة العموم والخصوص: وذلك هو العلم المكنون والسر المدفون لايعلمها إلا العالمون.

وأما المحكم والمتشابه، فاعلم أن القسمة الأولى على الآيات في القرآن هي قسمة المحكم والمتشابة. قال الله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات مخكمات ن أم الكتاب وأخر متشابهات) واختلف المفسرون في المحكمات ماهي، والمتشابهات ما هي كما يأتي في التفسير.

ومن العجب أن المحكمات والمتشابهات عندهم قد صارت من المتشابهات، حيث لم يتبين تفسيرها على اليقين! ثم التأويل إنما يطرق إلى المتشابه منها لا إلى المحكم؛ لأنه قال: (فأما الذين في قلوبهم زئغ فيتبغون ما تشابه منه ابتغاء الفثنة وابتغاء تأويله).

والذي عليه أهل التحقيق من العلماء -كترهم الله - أن الآيات قد انقسمت إلى أيات خلقية وايات أمرية، ثم الآيات الخلقية انقسمت الى أيات محكمة مفروغة لاتتبدل ولاتتغير، وهي في ذوانها كاملة لانفص فيها، مفدسة لا عائبة عليها: وإلى ايات منشابهة مستأنفة يتطرق إليها التغيير والتبدبل: وهى ناقصة متوجهة إلى الكمال؛ فكذلك الآيات ليتهنل

Halaman 117